مدريد – 23 يونيو 2025
شهدت مدينة توريخون دي أردوز، القريبة من العاصمة مدريد، نهاية الأسبوع الماضي، مظاهرة شارك فيها عدد من سكان المنطقة، احتجاجاً على وفاة شاب مغربي يدعى عبد الرحيم، توفي أثناء تدخل أمني قام به أحد عناصر الشرطة المحلية خارج أوقات العمل.
الواقعة تعود إلى ليلة الثلاثاء – الأربعاء، حيث أظهر مقطع فيديو، تم تداوله بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، قيام عنصر من الشرطة بتقييد الضحية من رقبته على الأرض، رغم مناشدات شهود عيان له بإطلاق سراحه، إلى أن حضرت دورية تابعة للشرطة الوطنية.
الضحية، البالغ من العمر 35 سنة، لم يتمكن من مقاومة الوضع، وأُعلن عن وفاته لاحقاً، رغم محاولات الإنعاش التي أجريت له بعد تدخل الفرق الطبية.
الحادثة أثارت ردود فعل من عدة جمعيات ومنظمات حقوقية، حيث دعت مجموعة “كوريدور إن لوتشا” إلى تنظيم مظاهرات للتنديد بما اعتبرته “سلوكاً غير متناسب” من قبل الشرطة، فيما طالبت منظمة SOS Racismo بفتح تحقيق شامل وشفاف حول ظروف الوفاة.
كما عبّر المحتجون عن رفضهم لما وصفوه بـ”الاستخدام المفرط للقوة”، مطالبين بمحاسبة المسؤولين وتعزيز الرقابة على أداء عناصر الأمن، خاصة في التعامل مع الحالات التي تتطلب مرافقة اجتماعية أو صحية.
في السياق نفسه، ذكرت مصادر عائلية أن الضحية كان يعاني من اضطرابات نفسية، وكان يخضع للعلاج، مؤكدة توفر تقارير طبية توثق وضعه الصحي، وأنه سبق أن نُقل في وقت سابق إلى مستشفى للأمراض النفسية.
وقد باشرت السلطات الإسبانية المختصة تحقيقاً قضائياً في القضية، حيث استمعت إلى أقوال الضابط المعني وعدد من الشهود، كما تم الاستماع إلى شهادة ضابط شرطة متقاعد كان حاضراً أثناء الحادثة. ومن المنتظر أن يسفر تقرير الطب الشرعي، الذي سيُنجز خلال الأيام القادمة، عن معطيات حاسمة لتحديد أسباب الوفاة والظروف المحيطة بها.
