موسيقى ساسبو: عندما يلتقي الفن بالتاريخ ويصنع جسرًا بين الأديان والثقافات!”

عزف مع اليهودي والمغربي معًا، ليُثبت أن الفن هو أعمق لغة للسلام 🎶🕊️
في عام 1865، وُلد محمد ساسبو في دوار تيركت قرب أولوز، ليصبح رمزًا فنيًا نادرًا في تاريخ الموسيقى الأمازيغية. ساسبو لم يكن مجرد فنان، بل كان رحالة ثقافيًا، موسيقيًا جاب العالم وأخذ معه إيقاع سوس ليصبح جزءًا من الذاكرة الموسيقية العالمية.
من الترحال إلى الإبداع الموسيقي
بدأ ساسبو حياته في التنقل مع القوافل التجارية بين المغرب والوجهات الإفريقية، حيث تعلم أصول الموسيقى في سفراته الطويلة. الرباب والإيقاعات الأمازيغية أصبحا رفيقين له في كل رحلة، وتعلم كيف يعبر من خلالها عن ثقافة سوس بكل عمق وصدق.
التسمم: نقطة التحول التي صنعت موسيقى جديدة
لم تكن رحلة ساسبو خالية من التحديات. تعرض لتسمم أثر على صوته، لكن هذا لم يكن نهاية مسيرته. بل كان بمثابة انبعاث جديد، حيث ابتكر “الصوامت” – موسيقى أمازيغية تُعزف بدون كلمات، ليُصبح بذلك مؤسسًا لأسلوب موسيقي جديد عُرف لاحقًا باسم موسيقى الروايس.
من المغرب إلى العالم: الموسيقى التي تجاوزت الحدود
في مراحل متقدمة من مسيرته، سافر ساسبو إلى فرنسا وإسبانيا، حيث لفت انتباه الجمهور الأوروبي بتقديم عروض موسيقية فريدة. كان من بين أعضاء فرقته يوسف بوزلماض، اليهودي الذي كان يعزف على الرباب، وفي إحدى المرات قال عن ساسبو:
“لقد تعلمنا من ساسبو أكثر من مجرد عزف، تعلمنا أن الفن ليس له حدود، وأنه يستطيع أن يجمع بين الناس، مهما كانت دياناتهم أو خلفياتهم الثقافية.
“موسيقى ساسبو علمتنا أن الإيقاع لا يتوقف عند الحدود، بل يواصل رحلته ليجمعنا كأمة واحدة، قلبًا واحدًا، حتى لو تباعدت دياناتنا وتنوعت ثقافاتنا.”