مهرجان عيساوة بأكادير.. نداء لإنصاف تراث أصيل بعد عشر سنوات من التهميش

في خضم الجدل الذي أثارته دورة مهرجان عيساوة بمدينة مكناس، والذي صاحبته انتقادات واسعة بشأن إقصاء كفاءات فنية وتدبير غير شفاف لميزانية تناهز 600 مليون سنتيم، خرج مولاي محمد بن عيسى، رئيس جمعية الحضرة الربانية للطائفة العيساوية بأكادير، بتصريح قوي يدعو فيه الجهات المختصة إلى استخلاص العبرة ودعم مهرجان عيساوة بأكادير الذي يستعد لتنظيم دورته العاشرة هذه السنة.
وأكد مولاي محمد بن عيسى أن مهرجان عيساوة بأكادير، ورغم عقد كامل من الاستمرارية بوسائل ذاتية محدودة، ظل يعاني من إقصاء منهجي من طرف الجهات الرسمية، وافتقد إلى الدعم المستحق على المستوىين المحلي والجهوي، بالرغم من كونه يراهن على ترسيخ أحد أعمدة التراث المغربي اللامادي.
دعوة إلى الاقتداء بمكناس.. ولكن بنية حقيقية
وأضاف المتحدث:
“نثمّن بشدة أن تحتضن مدينة مكناس مهرجانًا يحمل بصمة عيساوية ويُعيد الاعتبار لهذا الموروث، ولكننا نأسف في المقابل للطريقة التي يتم بها تدبير المشهد، خاصة حين يُقصى أهل الاختصاص وتُهمّش التجارب الصادقة.”
وفي هذا السياق، أهاب رئيس الجمعية بكافة المتدخلين في الحقل الثقافي والفني والجمعوي بجهة سوس ماسة إلى المساهمة الفعلية في دعم مهرجان عيساوة بأكادير، ومساعدة الجمعية في الحفاظ على هذا التراث الروحي والحضاري المغربي الأصيل، الذي يمثل عنصرًا مهمًا من هوية المنطقة وتاريخها الاجتماعي والديني.
🏛️ مطلب ثقافي بامتياز
واعتبر مولاي محمد بن عيسى أن الوقت قد حان لتجاوز الإقصاء والتهميش، والاعتراف بمجهودات الفاعلين الحقيقيين في الميدان، مشددًا على أن جمعية الحضرة الربانية لطائفة عيساوة بأكادير، ومن خلال عشر دورات متتالية، قدّمت نموذجا جادًا في الوفاء للتراث وخدمة الفن العيساوي كمدرسة روحانية متجذرة في الذاكرة الجماعية لسكان الجنوب.
✍️ وختامًا..
في ظل الحديث عن “عبث ثقافي” يطال المهرجانات الكبرى وميزانياتها، يتجدد النقاش حول العدالة الثقافية، والحق في الولوج إلى الدعم العمومي، وضرورة الاعتراف بالمبادرات الجادة التي تعمل في الظل، خدمة لتراث وطني يتطلب التفافًا جماعيًا لحمايته من التبخيس والتهميش.
فهل ستصغي الجهات المختصة لنداء أكادير هذه المرة؟
وهل يُنصف مهرجان عيساوة بالجنوب بعد سنوات من التهميش؟