Uncategorized

بيان صادر عن مقدم الطريقة القادرية الرازقية بجهة سوس مولاي محمد بن عيسى الشريف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد،

فإننا في الطريقة القادرية الرازقية بجهة سوس، إذ نتابع ببالغ الأسف والاستنكار التصريحات الخطيرة التي صدرت عن الداعية رضوان بنعبد السلام، والتي تجرأ فيها على الطعن في كتاب “دلائل الخيرات” للإمام العالم العامل سيدي محمد بن سليمان الجزولي رضي الله عنه، نؤكد أن هذه الأقوال تمثل تجاوزًا صارخًا لكل ضوابط العلم والخلق الإسلامي، واستهانةً صريحةً بإرث روحي عريق توارثته الأجيال عبر القرون.

فكتاب “دلائل الخيرات” ليس مجرد صفحاتٍ مدوَّنة، بل هو منارةٌ من منارات المحبة النبوية، ومدرسةٌ روحيةٌ تخرج فيها ملايين المسلمين الذين تعلّموا من خلاله التمسك بحبل الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وفق منهجٍ سنيٍ متزنٍ بعيدٍ عن الغلو. فكيف يُوصف هذا السفر العظيم بالشرك والبدع، وهو الذي حظي بقبول الأمة شرقًا وغربًا؟!

إن الإمام الجزولي رضي الله عنه من أعلام التصوف السني المغاربة الذين اجتمعت الأمة على فضلهم وعلمهم، وكتابه “دلائل الخيرات” جزءٌ أصيل من الهوية الدينية للمغرب، حفظه العلماء ودرّسوه في الزوايا والمساجد، وتلقّاه الصالحون بالقبول والتنزيه عن كل ما يخالف الشرع الحنيف. فمن يتجرأ اليوم على تبديعه إنما يطعن في إجماع الأمة، ويُحدث شرخًا في نسيجها الروحي.

كما ننبه إلى خطورة الاستهانة بالأحاديث النبوية الثابتة، كالحديث الذي ذكر نطق الجمل شهادةً لصاحبه ببركة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديثٌ رواه أئمة الحديث كالطبراني والسيوطي، فكيف يُكذَّب بمثل هذا وهو من باب الإيمان بالغيب الذي هو أساس الدين؟!

إننا نرى في هذه التصريحات امتدادًا لظاهرة الفتاوى الرقمية غير المسؤولة، التي يطلقها من لا يملكون أدوات الاجتهاد الشرعي، فيخوضون في الدين بغير علمٍ ولا ورع. ونذكّر بأن الشأن الديني في المغرب يخضع لرعاية أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والمجلس العلمي الأعلى، وأن أي محاولة للخروج عن هذا الإطار تمثل مساسًا بالوحدة الدينية للمملكة.

لذا، فإننا:

  1. نستنكر بشدة هذه الأقوال الجارحة، ونطالب صاحبها بالتراجع عنها والاستغفار من زلته.
  2. نحذر الشباب من الانجراف وراء مثل هذه الدعوات الهدامة، التي تزرع الفرقة وتشكك في ثوابت الأمة.
  3. نؤكد على ضرورة احترام الرموز الدينية والتاريخية للمغرب، وعلى رأسها أعلام التصوف السني الذين أسهموا في نشر الإسلام بقيم السماحة والمحبة.
  4. نناشد الجهات المعنية تكثيف التوعية الدينية الرصينة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية العقيدة من شبهات المُبتدعين.

وختامًا، نوصي الجميع بالتمسك بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم، والالتفاف حول علماء الأمة الراسخين، وصيانة بلادنا من فتنة التطاول على المقدسات. والله نسأل أن يحفظ المغرب وأهله من كل سوء.

مقدم الطريقة القادرية الرازقية بجهة سوس
مولاي محمد بن عيسى الشريف
30 يونيو 2025

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button