النادي السينمائي “نور الدين الصايل” ينعش الحياة الثقافية بأكادير بعروض لأفلام مغربية طويلة

أكادير
– في إطار برنامجه الصيفي الرامي إلى إعادة الاعتبار لثقافة العرض الجماعي، يواصل النادي السينمائي “نور الدين الصايل” أنشطته بتظاهرة جديدة، حيث برمج أربعة أفلام مغربية طويلة ستعرض على شاشات قاعة سينما صحراء بأكادير، يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين.
البرنامج يشكل فرصة استثنائية لعشاق الفن السابع للتواصل مع آخر الإنتاجات الوطنية، في ظل ندرة العروض السينمائية المنتظمة بالمدينة، بعد أن تقلصت القاعات وقلّ حضور الأفلام المغربية في الفضاءات العمومية.
✦ السينما المغربية في صلب الاختيار
اختار النادي هذه السنة أن يركز على أعمال سينمائية مغربية طويلة، بعضها حديث العهد بالمهرجانات الوطنية والدولية، وبعضها الآخر رسخ مكانته في ذاكرة المشاهد المغربي. ويأتي هذا التوجه في سياق حرص النادي على جعل السينما المغربية مادة أساسية للنقاش، بعيداً عن الاكتفاء بالعروض التجارية السريعة.
العرض سيشمل حسب المنظمين أربعة أفلام متنوعة من حيث المواضيع والأساليب الفنية، تعكس تنوع التجارب السينمائية المغربية الحديثة، سواء تلك التي تتناول قضايا اجتماعية معاصرة، أو التي تنبش في الذاكرة الجماعية وتاريخ البلاد.
✦ نقاشات مفتوحة مع الجمهور
لا يقتصر البرنامج على المشاهدة فحسب، بل يتخلله أيضاً فتح نقاشات مع الجمهور حول الأفلام المعروضة، بهدف تعزيز ثقافة النقد السينمائي ومشاركة المتفرجين في التفكير حول القضايا الفنية والجمالية التي تطرحها هذه الأعمال.
وتعد هذه الحوارات تقليداً دأب عليه النادي، انسجاماً مع فلسفة مؤسسه الراحل نور الدين الصايل، الذي كان يعتبر أن السينما أداة للتربية على الجمال ولتفكيك أسئلة المجتمع.
✦ أكادير.. مدينة عطشى للسينما
تمثل هذه المبادرة جرعة أوكسجين لمدينة أكادير التي تفتقر إلى عروض سينمائية منتظمة، رغم توفرها على جمهور واسع متعطش لمثل هذه الأنشطة. فقاعة “صحراء” التي تستضيف التظاهرة تعد من الفضاءات القليلة المتبقية التي تحافظ على نبض الفن السابع بالمدينة، وهو ما يضع مسؤولية إضافية على الفاعلين الثقافيين والجمعويين لضمان استمرارية هذه الدينامية.
✦ تثمين الإنتاج الوطني
يؤكد أعضاء النادي أن الهدف من هذه البرمجة الصيفية هو دعم السينما المغربية، من خلال توفير فضاءات العرض والترويج للأفلام الوطنية بعيداً عن ضغط السوق التجارية، معتبرين أن الجمهور المحلي في حاجة إلى مشاهدة ذاته وقضاياه على الشاشة الكبرى.
—
بهذا تكون أكادير على موعد مع تظاهرة فنية تعيد إحياء شغف السينما، وتؤكد أن الثقافة السينمائية يمكن أن تشكل رافعة للتنمية المجتمعية إذا توفرت الإرادة والتأطير المناسب.
