“الديستي” تعزز مراقبتها لتحركات تنظيم “داعش” في غرب إفريقيا

تتابع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST) المغربية عن كثب تحركات تنظيم “الدولة الإسلامية في غرب إفريقيا” المعروف اختصارًا بـ”ISWAP”، والذي يُعد أحد أفرع تنظيم “داعش” النشطة في القارة الإفريقية، وذلك في إطار جهود استخباراتية تهدف إلى تتبع محاولات الجماعات المتطرفة لإعادة بناء ما يُوصف بـ”الخلافة” في منطقة الساحل.
ووفق معطيات أمنية أوردتها صحيفة “الصباح”، فإن تنظيم ISWAP يُكثف نشاطه في عدة بلدان إفريقية مثل نيجيريا، تشاد، النيجر والكاميرون، حيث يستغل الهشاشة الأمنية والاجتماعية في هذه المناطق لتوسيع رقعته. وتفيد المعلومات بأن التنظيم يُروج عبر منصات التواصل الاجتماعي لخطاب تعبوي يستهدف شباب شمال إفريقيا، بينهم مغاربة، بغرض استقطابهم إلى ما يُسمى “أرض الهجرة الجديدة” في غرب إفريقيا، في تكرار لتجربة سوريا والعراق.
وبحسب تقارير استخباراتية، فإن هذه الجماعات تلجأ إلى استغلال الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة لاستقطاب الشباب، من خلال تقديم وعود تتعلق بالتمكين والانتماء لكيان ديني موحد، في وقت تعتمد فيه التنظيمات على وسائل رقمية مشفرة لتأمين تواصلها وتجنيد عناصر جديدة.
وفي هذا السياق، عززت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني عملياتها الرامية إلى تفكيك شبكات التجنيد داخل المغرب، خاصة في المناطق الهشة والمعزولة. كما كثفت التنسيق مع أجهزة أمنية بدول الساحل، عبر قنوات تبادل معلومات استخباراتية، في إطار تعاون إقليمي ودولي يهدف إلى الحد من تحركات التنظيمات المتطرفة.
وتحذر الجهات الأمنية من أن ISWAP يتمتع بقدرة متزايدة على التكيف مع البيئة المحلية، مع ما لذلك من تداعيات على الاستقرار الإقليمي. وتُعد هذه الجماعة من بين أكثر التنظيمات نشاطًا في منطقة الساحل، مستفيدة من ضعف البنية الأمنية وصعوبة مراقبة الحدود في عدد من الدول الإفريقية.
من جانبها، تراهن دول المنطقة، مدعومة من الاتحاد الأوروبي وشركاء أمنيين دوليين، على تعزيز التنسيق الميداني والاستخباراتي، مع الإشارة إلى أن المغرب يضطلع بدور محوري في هذا الجهد المشترك، بالنظر إلى خبرته في مجال مكافحة الإرهاب واحتواء التهديدات العابرة للحدود