المغرب يطلق أضخم برنامج استثماري في تاريخه بقيمة 100 مليار دولار بحلول 2030 استعدادًا لكأس العالم
في خطوة غير مسبوقة تعكس طموحات المملكة المغربية في التحول إلى قوة اقتصادية إقليمية، أعلن المغرب عن إطلاق أكبر برنامج استثماري في تاريخه، بقيمة 100 مليار دولار (ما يعادل 100 ألف مليار سنتيم) بحلول عام 2030. ويشمل البرنامج مشاريع ضخمة في قطاعات استراتيجية مثل النقل، البنية التحتية، الطاقة، الاتصالات، والماء، بهدف تعزيز تنافسية الاقتصاد الوطني وتهيئة البلاد لاستضافة كأس العالم 2030.
نقلة نوعية في قطاع السكك الحديدية
يحتل النقل السككي حيزًا مهمًا في الخطة، حيث رصدت استثمارات بقيمة 96 مليار درهم (حوالي 9.6 مليار دولار) لتوسيع شبكة القطارات. ويشمل ذلك إنشاء خط فائق السرعة جديد بين القنيطرة ومراكش، واقتناء قطارات حديثة، وتحديث المحطات، بهدف ربط 43 مدينة مغربية بـ12 مطارًا و12 ميناءً بحلول عام 2040.
توسعة المطارات لمواكبة الطلب العالمي
يُخطط لتوسعة مطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء باستثمار يناهز 15 مليار درهم (1.5 مليار دولار)، ما سيمكنه من رفع طاقته الاستيعابية إلى 35 مليون مسافر سنويًا بحلول 2029، ليواكب تدفق الزوار خلال كأس العالم وما بعده.
شبكة طرق حديثة تربط مختلف مناطق المملكة
تسعى المملكة إلى توسيع شبكة الطرق السيارة بإضافة 1000 كيلومتر جديد، ليرتفع إجمالي الشبكة إلى 3000 كيلومتر بحلول 2030، ما يعزز ربط المناطق الداخلية بالمراكز الاقتصادية الكبرى.
تحول رقمي متسارع عبر 5G
في إطار تسريع التحول الرقمي، ستُعمم شبكة الجيل الخامس (5G) على 40 مدينة مغربية بحلول عام 2028، ما سيعزز البنية الرقمية ويدعم الاقتصاد الرقمي الناشئ.
رهان على الطاقة الخضراء وتحلية المياه
تشمل الخطة أيضاً مشاريع ضخمة لإنتاج الكهرباء منخفضة الكربون، وتوسيع محطات تحلية مياه البحر، إلى جانب إنشاء خطوط كهربائية عالية الجهد، وذلك لتعزيز الأمن الطاقي والمائي في ظل التغيرات المناخية.
رؤية استباقية نحو تنمية مستدامة
يهدف البرنامج الطموح إلى خلق آلاف فرص العمل، وتحفيز النمو الاقتصادي، وتحسين جودة حياة المواطنين، مع جعل المغرب مركزًا إقليميًا للاستثمار والربط اللوجستي، وخاصة في أفق استضافة الحدث الكروي العالمي الأبرز سنة 2030.
هذا التحول يعكس رؤية استراتيجية مندمجة تقودها القيادة المغربية، تزاوج بين متطلبات التنمية المستدامة، والاستعداد لاحتضان أحداث عالمية كبرى، وتحقيق الإقلاع الاقتصادي المنشود.
