مهرجان “إيسمكان نوكادير” يعود في دورته الثانية للاحتفاء بالتراث الإفريقي-الأمازيغي بأكادير

تُعيد مدينة أكادير هذا الصيف ربط صلتها بالذاكرة الثقافية الجماعية، من خلال الدورة الثانية من مهرجان “إيسمكان نوكادير”، المزمع تنظيمها خلال الفترة من 1 إلى 3 يونيو 2025، تحت إشراف جمعية تزرزيت للثقافة والفن.
هذا الموعد الثقافي السنوي، الذي أضحى علامة مضيئة في الأجندة الفنية للمدينة، يُراهن على تسليط الضوء على العمق الإفريقي للتراث الأمازيغي المحلي، وخلق فضاء تفاعلي يُجدد صلة الجيل الجديد بإرث موسيقي وفني عريق.
اليوم الأول – الأحد 1 يونيو 2025: انطلاقة فنية وفكرية بروح أمازيغية-إفريقية
تنطلق فعاليات المهرجان يوم الأحد، ابتداءً من الساعة الرابعة مساءً، بـحفل افتتاح رسمي تُحييه استعراضات مبهرة لفرق “إيسمكان” الشعبية القادمة من مختلف مناطق الجنوب المغربي، يتخلله كلمات ترحيبية من اللجنة المنظمة وشخصيات ثقافية وفنية مرموقة.
وعلى الساعة الخامسة مساءً، تستضيف سينما صحراء ندوة فكرية هامة بعنوان:
“تراث إيسمكان في منطقة الساحل والصحراء”، بحضور مجموعة من الباحثين والأساتذة المهتمين بالثقافة الشفوية الإفريقية، والذين سيسلطون الضوء على الأبعاد الأنثروبولوجية والاجتماعية لفن “إيسمكان” كرافد من روافد الهوية الصحراوية الأمازيغية.
اليوم الثاني – الإثنين 2 يونيو 2025: سهرات موسيقية تنبض بالتراث
في مساء الاثنين، ابتداءً من الساعة السابعة مساءً، سيكون جمهور أكادير على موعد مع سهرة فنية كبرى تنبض بالحياة، تحييها فرقة إيسمكان النصر وفرقة إيسمكان بلال، في عرض موسيقي يمزج بين الأصالة والحداثة، ويُرافقها تنشيط فكاهي من الفنان المحبوب رشيد البوزيدي.
وسيتولى تقديم السهرة الإعلامي المتألق طارق بوخنفر، إلى جانب الفنان البوزيدي، في أجواء يلفها الدفء الثقافي والحس التراثي.
اليوم الثالث – الثلاثاء 3 يونيو 2025: ختام بطعم التكريم وعبق التراث
يُختتم المهرجان مساء الثلاثاء، بحفل تراثي كبير يُقام ابتداءً من الساعة السابعة مساءً، ويتضمن عرضًا خاصًا لجمعية إيسمكان بلال، إلى جانب فقرة موسيقية متميزة من تقديم الفنان التقليدي المقدّم تنزانيا عبد الله.
ويواصل الفنان رشيد البوزيدي تنشيط السهرة بلمسته الفكاهية، قبل أن يُسدل الستار على هذه الدورة بحفل تكريمي للمشاركين، اعترافًا بمساهماتهم في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية التي أصبحت فضاءً سنويًا مفتوحًا للتلاقح الثقافي وتعزيز الروابط الإفريقية-الأمازيغية.
نصة للحوار الثقافي والتبادل الفني
يتجاوز مهرجان “إيسمكان نوكادير” مجرد كونه فعالية موسيقية، بل يتحول إلى منصة حقيقية للحوار بين الثقافات الإفريقية الأمازيغية، عبر تلاقي الإيقاعات، والقصائد، والأهازيج الجماعية التي تعبّر عن تاريخ شعبي طويل من المقاومة، الحكمة، والفرح الجماعي.
ويسعى القائمون على المهرجان إلى تعزيز هذا البُعد التفاعلي، من خلال فسح المجال للزوار لاكتشاف ثقافة الجنوب المغربي في أبهى تجلياتها.
تزرزيت… من جمعية محلية إلى رافعة ثقافية
من خلال تنظيم هذه الدورة، تؤكد جمعية تزرزيت للثقافة والفن على دور المجتمع المدني في إعادة الاعتبار للموروث الثقافي المحلي، خصوصًا في زمن السرعة الرقمية والاندماج الثقافي، عبر رؤية تجمع بين الأصالة والتجديد.
وتطمح الجمعية إلى تحويل هذا المهرجان إلى تظاهرة سنوية كبرى تسهم في التنشيط السياحي والثقافي لمدينة أكادير، وترتقي بالتراث اللامادي إلى مصاف الاهتمام الوطني والدولي.
“إيسمكان”… ذاكرة الجنوب التي لا تنطفئ
فن إيسمكان ليس مجرد غناء، بل هو مرآة للوجدان الجمعي، وشاهد على ذاكرة الجنوب المغربي، حيث يتقاطع الإيقاع مع الطقس، والكلمة مع الحكمة، واللحن مع الحكاية.
وها هو اليوم، عبر “إيسمكان نوكادير”، يعود إلى الساحة بكل قوته ورمزيته، ليُعلن أن الذاكرة حية… وأن أكادير ما زالت تنبض بفنها العميق.