الهيئة العلمية للطريقة القادرية الرازقية تصدر بيانًا استنكاريًا للدفاع عن مقام الإمام الجزولي وكتابه “دلائل الخيرات”

النواصر، 29 يونيو 2025م –
أصدرت الهيئة العلمية للطريقة القادرية الرازقية المباركة بيانًا استنكاريًا شديد اللهجة، تنديدًا بالهجوم الأخير على الإمام العارف بالله سيدي محمد بن سليمان الجزولي وكتابه الروحي المعروف “دلائل الخيرات وشوارق الأنوار في الصلاة على النبي المختار”.
وأعربت الهيئة عن أسفها البالغ لما صدر من تهجّم فجّ تجاه هذا الإمام الكبير، معتبرة أن ذلك يُعد جهلًا بالإرث الإسلامي العميق وبمقتضيات السنة النبوية المطهرة. وأضاف البيان أن الشخص المتطاول كذّب حديثًا نبويًا ثابتًا، محذّرةً من خطورة ذلك ومُذكرةً بالقول النبوي الشريف:
“من كذب عليّ متعمدًا، فليتبوأ مقعده من النار” (رواه البخاري ومسلم).
وجاء في البيان تفصيل للحديث الذي استُهزئ به، مؤكدًا عظمة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وثمارها المباركة، مستشهدًا برواية الصحابي زيد بن ثابت التي توضح كيف أن بركة الصلاة على النبي تصل إلى أن البعير ينطق ببراءة صاحبه.
وذكر البيان مكانة الإمام الجزولي كأحد أعمدة المدرسة الروحية المغربية، مبرزًا علمه ومكانته التي لا تخفى على أهل التحقيق، ودوره كمدرس بجامع القرويين ومرشد لعدد من تلامذته النجباء.
وشدّد البيان على أن كتاب “دلائل الخيرات” يُعد من أروع مؤلفات الصوفية والعلماء، حيث جمع فيه المؤلف مختلف صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويُتلى في الزوايا والجامعات في مختلف أنحاء العالم، معتبراً إياه أثرًا صوفيًا وجدانيًا مشروعًا يعبر عن محبة خالصة للنبي الكريم.
واستنكر البيان بشدة وصف الكتاب بأنه “شرك وخرافة وبدعة”، معتبراً ذلك تطاولًا على العلماء والأولياء، وتسرعًا في التكفير والتبديع من شخص غير مؤهل علميًا، محذرًا من أن مثل هذه التصرفات تؤدي إلى فرقة الأمة وتفريقها.
كما حذرت الهيئة من ظاهرة “الفتاوى الرقمية” الصادرة عن أشخاص غير مؤهلين، والتي تنشر عبر منصات التواصل الاجتماعي دون رقيب أو تقوى، مما يفتح الباب للفتنة والاستهانة برجال العلم والسلوك.
وذكرت الهيئة قاعدة مهمة للشيخ أحمد الزروق، تحذر من التسرع في الكلام الشرعي دون تمكّن علمي، داعية إلى الاكتفاء بالنقل الصحيح عند عدم التمكن من الاجتهاد، محذرة من خطورة جهل من ينكر مثل هذا الكتاب المبارك.
وأكد البيان أن التصوف المغربي هو طريق وسطية معتدلة حافظت على الهوية الروحية للمغاربة، وأنتجت أعلامًا كبارًا مثل الجزولي والتباع والدرقاوي والتيجاني، وأنه لا يجوز التشويش على هذا الإرث بآراء سطحية وغير مدروسة.
ونبّه البيان إلى أن الإفتاء في المغرب من اختصاص المجلس العلمي الأعلى، بزعامة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، وأن أي تهجم على أعلام الزوايا أو تراث الأمة يُعد خروجًا عن السياق الشرعي والدستوري، ويمس الوحدة المذهبية والوطنية.
واختتم البيان بدعوة عامة للرجوع إلى أهل العلم الراسخين، واحترام مقامات الأولياء والعلماء، والابتعاد عن الفوضى الدينية والفتاوى الشعبوية، مع تذكير “المُتعالم الرقمي” بالقول:
“ارْجِعْ إلى نفسك، وراجع علمك، فإنّ حرمات أولياء الله عظيمة، ومن آذاهم فقد آذى الله ورسوله.”