في خطوة تعزز التعاون بين المغرب وإيطاليا في مجال الهجرة القانونية وتبادل الكفاءات، تم الإعلان، يوم السبت 14 يونيو 2025 بالعاصمة الإيطالية روما، عن توقيع اتفاقية ثنائية بين البلدين تقضي باستقبال 500 عامل مغربي للعمل في قطاع الميكاترونكس، بدعم من الاتحاد الأوروبي والمنظمة الدولية للهجرة.
وجاء الإعلان الرسمي عن الاتفاقية خلال لقاء احتضنته وزارة العمل والسياسات الاجتماعية الإيطالية، بحضور وفد مغربي رفيع المستوى، وعدد من ممثلي المؤسسات الأوروبية والدولية المعنية بتنظيم الهجرة وتعزيز اندماج المهاجرين.
✅ تفاصيل المبادرة
الاتفاق يندرج ضمن برنامج أوسع يهدف إلى تنظيم مسارات الهجرة القانونية نحو أوروبا، وتلبية الحاجيات المتزايدة للسوق الإيطالية من الكفاءات المتخصصة، لا سيما في مناطق صناعية محورية مثل لومبارديا وفينيتو وإميليا رومانيا.
وسيشمل البرنامج اختيار وتكوين 500 شاب وشابة مغاربة في تخصصات الميكاترونكس، الذي يجمع بين الهندسة الميكانيكية، والإلكترونية، وعلوم الحاسوب، بهدف إدماجهم بشكل منظم وفعّال في سوق الشغل الإيطالي.
🛠️ تكوين وتأهيل قبل السفر
المشروع يتضمن مرحلة تأهيل متكاملة في المغرب، تشمل:
- تكوين تقني في مجال الميكاترونكس؛
- دروس في اللغة الإيطالية والثقافة المهنية؛
- إعداد نفسي وحقوقي للاندماج في بيئة العمل الأوروبية؛
- ضمان التعاقد القانوني والظروف اللائقة للإقامة والعمل.
🌍 شراكة أورومتوسطية ناجحة
الاتفاق تم بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ضمن برنامج “شراكات المواهب” الذي يسعى إلى خلق مسارات قانونية للهجرة وتنمية رأس المال البشري في دول الجنوب، وتوفير فرص للشباب خارج قنوات الهجرة غير النظامية.
وفي السياق ذاته، أكدت لورانس هارت، مدير مكتب تنسيق البحر الأبيض المتوسط بالمنظمة الدولية للهجرة، أن الاتفاق يشكل “نموذجًا للتعاون الفعّال بين ضفتي المتوسط، يربط بين التنمية الاقتصادية وتحقيق التوازن في الهجرة”.
من جهتها، قالت لورا بالاتيني، رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة في المغرب، إن نجاح هذه المشاريع “يعتمد على الثقة المتبادلة والالتزام بجعل مسارات الهجرة أكثر أمانًا وإنسانية، مع احترام تام لحقوق العمال”.
🔁 مشروع يشمل دولًا أخرى
تجدر الإشارة إلى أن المبادرة لا تقتصر على المغرب، إذ تشمل كذلك استقبال 2000 عامل تونسي في قطاع البناء، ما يرفع العدد الإجمالي للمستفيدين من هذه المرحلة إلى 2500 عامل، في إطار سعي إيطاليا لتغطية النقص الحاد في اليد العاملة المتخصصة.
📌 خاتمة
تمثل هذه الاتفاقية خطوة استراتيجية في مجال الهجرة المنظمة وتعزيز سوق العمل الأوروبية بكفاءات مغربية شابة، مع ضمان شروط عمل عادلة، وتأهيل ملائم، واندماج اجتماعي فعال. ويُرتقب أن يبدأ تنفيذ البرنامج خلال الأشهر القليلة المقبلة، بإشراف مشترك من الجهات المغربية والإيطالية والداعمين الدوليين.
