قطعان من الإبل تهاجم محمية أركان بشمال أكادير وسط مطالب بتفعيل قانون الرعي

هاجمت قطعان من الإبل، تعود لإحدى الشركات المشتغلة في مجال الرعي، محمية طبيعية لأشجار الأركان بجماعة إمسوان شمال أكادير، ما خلف استياءً واسعاً في صفوف السكان المحليين والفلاحين الصغار الذين تضررت ممتلكاتهم الزراعية والمائية، في ظل ما وصفوه بـ”غياب المراقبة” و”تراخي السلطات” في تفعيل القانون المنظم للرعي والترحال.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الجمعة، مقطع فيديو يوثق دخول القطعان إلى المحمية، وتخريبها للمزروعات وقناة لتوزيع الماء الشروب كانت تُستعمل في تزويد سكان المنطقة بالماء لتوريد مواشيهم. واعتُبرت هذه الحادثة مؤشراً جديداً على حجم التحدي الذي يفرضه الرعي الجائر على التوازن البيئي والاجتماعي، خاصة في مناطق سوس المتضررة أصلاً من مواسم الجفاف المتتالية وتراجع منسوب المياه.
ورغم إصدار القانون رقم 113.13 المتعلق بتنظيم الرعي والترحال الرعوي منذ سنوات، والذي ينص على ضرورة حصول الرحل على تراخيص مسبقة للرعي، وتحديد المسارات المخصصة وتسجيل القطعان، إلا أن تطبيقه يظل محدوداً على أرض الواقع، ما يجعل سكان المناطق الجبلية والسهلية في سوس عرضة سنوية لهجمات قطعان الإبل والماعز، خاصة في جماعات مثل إمسوان وتامري وأمسكروض.
وفي ظل هذا الوضع، جددت ساكنة المنطقة مطالبها بتفعيل القانون على وجه السرعة، مع تشديد الرقابة على تحركات القطعان الرحل، خاصة تلك التابعة لشركات تعتمد على الرعي الواسع كوسيلة تجارية، دون احترام للمنظومة البيئية المحلية أو حقوق الساكنة. كما ناشدوا السلطات بإيفاد لجان ميدانية لمعاينة الأضرار واتخاذ التدابير اللازمة لحماية المحميات الغابوية التي تمثل تراثاً بيئياً واقتصادياً، وعلى رأسها شجرة الأركان المصنفة من طرف اليونسكو.
ويرى فاعلون مدنيون أن استمرار مثل هذه الاعتداءات، في غياب تنفيذ صارم للقوانين، يهدد استقرار المنطقة ويفاقم من معاناة الفلاحين الصغار الذين أصبحوا عاجزين عن مواجهة الكلفة الباهظة للأضرار، مطالبين بتدخل وزارة الفلاحة والسلطات الإقليمية لوضع حد للرعي العشوائي، وضمان احترام التوازن بين نشاط الرعي وحقوق الساكنة.