هل تنجح مفاوضات إسطنبول في إنهاء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا؟

إسطنبول – مراسلنا الدولي
تتجه أنظار العالم مجددًا نحو مدينة إسطنبول التركية، حيث تُعقد جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا، في محاولة لإنهاء الحرب التي اندلعت في 24 فبراير 2022، وأعادت رسم المشهد الأمني والسياسي في أوروبا والعالم.
مسار طويل من الدمار والمراوحات
منذ اندلاع الحرب، شهد العالم سلسلة من التطورات المتسارعة:
- بدأت الأزمة بحشود عسكرية روسية على حدود أوكرانيا.
- أعقبها اجتياح شامل أسفر عن آلاف الضحايا ونزوح الملايين، وتدمير واسع للبنية التحتية.
- تكررت محاولات التفاوض، بعضها عبر وساطات دولية، وأخرى جرت مباشرة دون نتائج ملموسة.
- في منتصف 2022، تم توقيع اتفاقية الحبوب برعاية تركية وأممية، للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وهو الاتفاق الوحيد الذي حقق نجاحًا نسبيًا.
- بعدها دخلت المفاوضات مرحلة جمود طويل، في ظل التصعيد الميداني وتشدد المواقف.
إسطنبول مجددًا في قلب الوساطة
العودة إلى إسطنبول لا تخلو من دلالات:
- تركيا، العضو في الناتو والشريك التجاري لروسيا، حافظت على موقف محايد نسبيًا، ما جعلها وسيطًا مقبولًا للطرفين.
- الجولة الحالية تعكس وجود رغبة دولية وإقليمية في احتواء التصعيد، خاصة مع تداعيات الحرب على الأمن الغذائي العالمي، وأسعار الطاقة، وأزمات اللاجئين.
التحديات أمام المفاوضات
رغم الأمل المعقود على المحادثات، تبقى العقبات كبيرة:
- انعدام الثقة بين الطرفين بعد أكثر من عامين من القتال.
- تضارب الأهداف، إذ تطالب أوكرانيا بانسحاب روسي كامل وضمانات أمنية، فيما تصر موسكو على مكاسب ميدانية وسياسية.
- ضغوط داخلية على كل من كييف وموسكو، تجعل تقديم تنازلات أمرًا صعبًا.
هل تنجح إسطنبول حيث فشلت جولات سابقة؟
المجتمع الدولي يترقب ما ستسفر عنه هذه الجولة، وسط إدراك بأن الحل العسكري بات مكلفًا جدًا لجميع الأطراف، وأن الدبلوماسية قد تكون المخرج الوحيد الممكن.
فهل نشهد بداية النهاية لأكثر الحروب دموية في أوروبا منذ عقود؟
أم تبقى المفاوضات مجرد محطة جديدة في مسلسل طويل من التصعيد؟
الجواب يتوقف على مدى جدية الأطراف… وعلى قدرة إسطنبول في أن تتحول من منصة لقاء، إلى منصة سلام دائم.