Uncategorized

في اليوم العالمي للتبرع بالدم.. قطرة دم مغربية تنبض بالوطنية والإنسانية


✍️ بقلم: محمد بوزرود

يُخلّد العالم في 14 يونيو من كل عام اليوم العالمي للتبرع بالدم، وهي مناسبة لا تقتصر على التوعية الطبية فحسب، بل تمتد لتُجسد أسمى معاني العطاء والتضامن الإنساني، التي طالما ميّزت الشعب المغربي عبر تاريخه، خاصة في لحظات الأزمات والكوارث.

في المغرب، بات التبرع بالدم عملاً مواطنًا نبيلاً، يحمل في كل قطرة دم تُعطى، رمزية الانتماء للوطن وخدمة الإنسان. ومما يزيد من عمق هذه المبادرة هو أنها تُعاش تحت خفقان العلم المغربي، الذي لا يُجسد فقط هوية الدولة، بل روح العطاء التي توحّد أبناءها.

فالعلم المغربي، بلونه الأحمر القاني، يذكّرنا دومًا بدماء الشهداء التي سقت الأرض فداءً لهذا الوطن، فيما تُضيء نجمته الخضراء دروب الأمل والإنسانية لكل من يحتاج إلى قطرة حياة.

وفي هذه المناسبة العالمية، أطلقت عدة مراكز تحاقن الدم في مختلف مدن المملكة حملات تبرع مكثفة، بشراكة مع جمعيات المجتمع المدني، وبتفاعل واسع من المواطنين. وسُجل إقبال لافت من الشباب والطلبة ونساء من مختلف الفئات، تعبيرًا عن وعيهم بأهمية هذا العمل الإنساني، وإيمانهم بأن “التبرع بالدم… هو أيضا تبرع بالحياة”.

وقد صرّح أحد المتبرعين الشباب في مدينة أكادير:

حين أتبرع بدمائي، أشعر أنني أرفع راية بلادي داخل قلبي… هذا أقل ما يمكن أن أقدّمه لوطني وإخوتي المحتاجين.

ويُجمع الفاعلون في قطاع الصحة على أن الوعي المجتمعي في المغرب قد تطوّر إيجابيًا، إذ انتقل التبرع من كونه فعلًا ظرفيًا إلى سلوك مستدام، بدافع إنساني وديني ووطني. ورغم التقدم المحقق، لا تزال الحاجة قائمة لرفع مخزون الدم الوطني، خصوصًا في فترات الصيف والأعياد وحالات الطوارئ.

من هذا المنطلق، فإن اليوم العالمي للتبرع بالدم لا يُعد مجرد مناسبة احتفالية، بل نداء متجدد للمواطنة الحقة. فكل متبرع، في الحقيقة، هو جندي في خدمة الحياة… ومغربي يواصل حمل رسالة الأمل، تحت راية المجد والوفاء.


في الختام:
فلنُحوّل هذا اليوم إلى محطة للتفكير والتفاعل، ولنستمر في غرس ثقافة التبرع بالدم بين الأجيال القادمة، لأن مغرب الغد يحتاج إلى قلوب تنبض بالحب، وأذرع تمتد بالعطاء… ودماء تسري بالحياة.


Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button