Uncategorized

داعش في الساحل.. حموشي يدق ناقوس الخطر من محفل استخباراتي دولي

في سياق إقليمي متوتر، يشهد تصاعدًا في أنشطة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها ما يعرف بتنظيم “داعش” في منطقة الساحل الإفريقي، وجه عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني، تحذيرًا بالغ الأهمية خلال مشاركته في محفل استخباراتي دولي، منبّهًا إلى خطورة ما يجري جنوب الصحراء.

■ منطقة الساحل.. بؤرة الإرهاب الجديدة

تحوّلت منطقة الساحل والصحراء الكبرى إلى مسرح مفتوح للتنظيمات الإرهابية بعد انهيار عدد من الأنظمة الأمنية في بلدان الساحل، لا سيما عقب انسحاب القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو والنيجر. هذا الفراغ الأمني استغلته “داعش في الصحراء الكبرى” وكذلك “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة للقاعدة، لتوسيع نفوذها وشن هجمات على المدنيين والعسكريين.

■ التحذير المغربي من داخل دوائر القرار الأمني الدولي

خلال مشاركته في محفل رفيع المستوى يضم قادة أجهزة استخباراتية من دول كبرى، شدد حموشي على أن المغرب لا ينظر إلى هذه التطورات بعين الحياد، مؤكدًا أن تهديدات داعش لا تقف عند حدود دول الساحل، بل تمتد إلى غرب إفريقيا، والبحر المتوسط، وربما أوروبا.

وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية بدأت تعتمد على شبكات تهريب البشر والسلاح والمخدرات، ما يجعلها تمتلك تمويلاً مستقلاً وقدرة عالية على التغلغل في المجتمعات الهشة. كما نبّه إلى التحولات في أساليب التجنيد والتدريب والتواصل الرقمي، ما يعقد جهود المكافحة التقليدية.

■ المغرب.. نموذج استخباراتي استباقي

يعتمد المغرب على مقاربة أمنية استباقية متقدمة، أثبتت فعاليتها من خلال تفكيك عشرات الخلايا الإرهابية وإحباط مخططات كانت تستهدف الأمن القومي، بدعم من جهاز المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST)، وجهاز المكتب المركزي للأبحاث القضائية (BCIJ).

وقد استطاع المغرب ترسيخ مكانته كشريك موثوق في مكافحة الإرهاب، بتعاون وثيق مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة وعدد من البلدان الإفريقية. ويعتبر التحذير الصادر عن حموشي بمثابة دعوة ملحّة لإعادة النظر في آليات الدعم الأمني لدول الساحل وبناء تحالفات جديدة قادرة على التصدي للمد الإرهابي.

■ خاتمة: ما بعد التحذير؟

رسالة عبد اللطيف حموشي واضحة: الخطر الإرهابي في الساحل لم يعد محليًا بل دوليًا، والمطلوب مقاربة جماعية وشراكات ذكية تعالج جذور التطرف، وتواجهه أمنيًا، واستخباراتيًا، وتنمويًا.

إن تحذير الرباط ليس فقط للدفاع عن أمنها الوطني، بل تعبير عن رؤية استراتيجية شاملة تعتبر أن أمن إفريقيا هو جزء من أمن المغرب وأوروبا والعالم.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button