كينيا تفتتح أول سفارة لها بالمغرب: دلالة دبلوماسية ورسالة سياسية قد تعيد رسم ملامح الموقف من قضية الصحراء المغربية

الرباط – 24 ماي 2025
في خطوة دبلوماسية تحمل دلالات استراتيجية، تستعد جمهورية كينيا يوم الإثنين القادم لافتتاح أول سفارة لها في تاريخها بالمملكة المغربية، وذلك خلال زيارة رسمية مرتقبة لرئيس الوزراء ووزير الخارجية الكيني، موساليا مودافادي، إلى العاصمة الرباط.
الزيارة، التي تمتد من 25 إلى 27 ماي، تأتي لتدشين مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية بين الرباط ونيروبي، بعد سنوات من المواقف المتذبذبة لكينيا تجاه قضية الصحراء المغربية، حيث كانت من بين الدول الإفريقية التي ساندت في وقت سابق أطروحة الانفصال.
ويُنتظر أن يجتمع المسؤول الكيني رفيع المستوى مع رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، وعدد من المسؤولين المغاربة، لبحث سبل تعزيز التعاون في مجالات حيوية كالفلاحة، الأمن الغذائي، التجارة، والتكوين الدبلوماسي، خاصة وأن الميزان التجاري يميل بشكل كبير لصالح المغرب.
وكانت السفارة الكينية قد باشرت عملها فعليًا منذ دجنبر 2023، فيما تأخر افتتاحها الرسمي حتى الموعد المنتظر هذا الأسبوع. وقد تم في وقت سابق تعيين جيسيكا موثوني جاكينيا كأول سفيرة لكينيا لدى المملكة، حيث أكدت عزمها على جذب استثمارات مغربية في قطاعات متعددة، على رأسها صناعة الأسمدة التي تمثل ركيزة استراتيجية في الاقتصاد الكيني.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة ليست فقط تعبيرًا عن رغبة كينيا في تعميق التعاون الثنائي، بل قد تُمهّد أيضًا لتحول جوهري في موقفها من قضية الصحراء المغربية، إذ لم تستبعد مصادر دبلوماسية مطلعة إمكانية أن تعقب افتتاح السفارة خطوة أكثر رمزية، وهي فتح قنصلية كينية بإحدى المدن الصحراوية المغربية، على غرار ما قامت به دول إفريقية عدة.
وتعكس هذه الدينامية المتسارعة نجاح الدبلوماسية المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، في استقطاب دعم إفريقي متنامٍ لمبادرة الحكم الذاتي كحل جاد وواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، في وقت تسعى فيه الرباط إلى تعزيز موقعها كشريك إفريقي موثوق في قضايا التنمية والأمن والاستثمار.
وبهذا الافتتاح، تدخل العلاقات المغربية الكينية مرحلة جديدة يُتوقع أن تُحدث توازنًا دبلوماسيًا جديدًا داخل القارة، وتعزز رؤية المغرب نحو إفريقيا متضامنة ومستقرة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.