وطنيات

المغرب يعزز سيادته الجوية على أقاليمه الجنوبية: تطور استراتيجي يُنهي عقوداً من الإشراف الخارجي


الرباط – 21 ماي 2025

أكدت صحيفة El Confidencial الإسبانية في مقال نشرته مؤخراً، أن المغرب بات يفرض سيطرته الكاملة على المجال الجوي لأقاليمه الجنوبية، في خطوة تُعدّ تحوّلاً نوعياً في مسار بسط السيادة الوطنية، خاصة في الجانب العسكري.

تحكم تام في المجال الجوي العسكري

نقلت الصحيفة عن مصدر رسمي إسباني أن المملكة المغربية أصبحت تتحكم بشكل كامل في الأجواء فوق منطقة الصحراء، بما يشمل كافة العمليات الجوية ذات الطابع العسكري. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التطور يعكس استراتيجية مغربية واضحة لبسط النفوذ الجوي وتعزيز حضورها الدفاعي في المنطقة، بعيداً عن أي وصاية أو تنسيق خارجي.

ووفقاً للصحيفة، فإن هذه الخطوة تؤكد ما سبق أن تداولته تقارير عديدة، من بينها تقارير نشرتها منصة “أخبار بلادي مع هشام”، التي كانت من أوائل الجهات الإعلامية التي نبهت إلى التغيرات الجارية في المجال الجوي المغربي.

بسط النفوذ في الطيران المدني دون تنسيق مع جزر الكناري

في ما يخص الطيران المدني، أوضحت الصحيفة أن المغرب بدأ، وبشكل أحادي، في فرض سيادته على المجال الجوي دون الرجوع إلى مركز مراقبة الملاحة الجوية في جزر الكناري، التابع لإسبانيا. وكان هذا المركز تاريخياً يشرف على مراقبة الرحلات الجوية المدنية العابرة فوق الصحراء المغربية، بموجب اتفاقيات قديمة تعود إلى ما قبل استرجاع المغرب لأقاليمه الجنوبية.

تُعد هذه الخطوة مؤشراً واضحاً على رغبة الرباط في إنهاء كل أشكال التدخل التقني أو الإداري في إدارة مجالها الجوي، وذلك في انسجام تام مع خطاب السيادة الكاملة على أراضيها، أرضاً وبحراً وجواً.

سياق إقليمي ودولي حساس

يأتي هذا التحرك في ظل تحولات جيوسياسية بالمنطقة المغاربية، خصوصاً بعد تصاعد التوتر بين الرباط والجزائر، وكذلك في ظل النقاش الأوروبي المتجدد حول الهجرة والطاقة والأمن. ويُعتقد أن المغرب يسعى، من خلال هذا النوع من الإجراءات، إلى ترسيخ حضوره الإقليمي وتعزيز موقعه كشريك استراتيجي لا غنى عنه في جنوب البحر الأبيض المتوسط.

ردود الفعل الإسبانية

ورغم أن الحكومة الإسبانية لم تصدر بعد موقفاً رسمياً إزاء هذه التطورات، إلا أن مراقبين يرون أن الرباط باتت تعتمد نهج “فرض الأمر الواقع”، مستندة إلى الدعم الدولي المتنامي لمبادرتها للحكم الذاتي في الصحراء، وإلى تحولات حاسمة في موازين القوة الإقليمية.

خاتمة: السيادة المغربية تتوسع من الأرض إلى السماء

إن ما تشهده الأقاليم الجنوبية من تغييرات في مستوى الإدارة الجوية، سواء في الشق العسكري أو المدني، يُعد تتويجاً لمسار طويل من تثبيت السيادة المغربية، ويؤشر على أن الرباط دخلت مرحلة جديدة عنوانها: لا شريك في مراقبة السماء فوق أراضي المملكة.


Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button