نداء عاجل إلى شباب جيل Z، إلى الحكومة وأمناء الأحزاب السياسية، إلى كل الفعاليات الحية، وإلى الشعب المغربي العظيم

أكادير 01 أكتوبر 2025
أيها الشباب الأحرار،
أيها السادة المسؤولون في الحكومة والأحزاب السياسية،
أيها الشعب المغربي الكريم،
لقد خرج شباب هذا الوطن في مظاهرات سلمية برفع مطالب مشروعة تهم الصحة، التعليم، العدالة الاجتماعية، والتشغيل. وهي مطالب لا تخص جيل الشباب وحده، بل تعبر عن معاناة جميع فئات الشعب المغربي. لذلك، وجد هذا الحراك السلمي تعاطفاً واسعاً من مختلف شرائح المجتمع.
غير أن هذه التحركات، التي انطلقت بروح سلمية، تسللت إليها أيادٍ خارجية وحسابات مشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي هدفها التحريض على العنف والتخريب، الأمر الذي شوه صورة الحراك وأضر بقيم الوطنية الصادقة. لقد شهدنا للأسف أحداث شغب وتخريب واعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة، وهو ما لا يقبله أي مغربي حر يفتخر بانتمائه لوطنه.
إن مسؤولية الدولة كانت – ولا تزال – حماية المتظاهرين السلميين وضمان حقهم في التعبير، لكنها اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضى بحماية أمن المواطنين وممتلكاتهم من المندسين الذين يستغلون غضب الشباب للإضرار بالبلاد.
ومن هنا، ندعو شبابنا الغالي إلى التعقل، ووقف الاحتجاجات في هذه المرحلة حتى لا يُستغل صوتهم المشروع من طرف دعاة الفتنة والعنف. ولتكن الرسالة قد وصلت إلى الدولة والحكومة بوضوح.
أيها الشباب، مطالبكم العادلة هي نفسها التي أكد عليها ملك البلاد، جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، في خطبه السامية، خاصة في دعوته المتكررة لبناء مغرب جديد يقوم على الجدية، المحاسبة، ومحاربة الفساد والاستبداد.
أما الأحزاب السياسية والنخب الفكرية والإعلامية والمدنية، فقد آن الأوان للقيام بواجبها في تأطير الشباب، والإنصات لهم، ومواكبة تطلعاتهم. لا يجوز أن يبقى شباب المغرب وحيداً في الميدان، فدوركم هو التوجيه والإرشاد والتعبئة، قبل أن تنفلت الأمور إلى ما لا تُحمد عقباه.
إننا نعيش في عالم مضطرب تحيط به تحديات كبرى: تغيرات جيوسياسية واقتصادية، أزمات مناخية تهدد الأمن المائي والغذائي، واحتمالات صراعات دولية. ولن يتمكن المغرب من مواجهة هذه التحديات إلا إذا توحدت صفوفه، وتكاثفت قواه السياسية والمدنية والفكرية، خلف قيادة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده.
لقد أكد جلالته أن المرحلة هي مرحلة الجد والعمل والبناء، لا مكان فيها للفساد أو التراخي أو التفاهة. مرحلة تتطلب مشاركة المثقفين، الجامعيين، الإعلاميين، ورجال الفكر في صياغة تصورات تنير الطريق، وتحصن الشباب من التطرف والأفكار الهدامة، وتدفع نحو مغرب حديث، ديمقراطي، عادل، تسوده الكرامة والحرية.
أيها الشعب المغربي العظيم،
إن ما بعد هذه الأحداث لن يكون كما قبلها. فالإصلاحات العميقة قادمة، والقوانين الصارمة في طريقها لوضع حد للفساد والريع والإثراء غير المشروع. مغرب المستقبل سيكون مغرب المساواة والحقوق، مغرب العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، مغرب لا أحد فيه فوق القانون.
ونحن على يقين أن ملك البلاد، أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، سيظل الساهر الأول على مصالح المواطنين، حاملاً همومهم، مدافعاً عن كرامتهم، وموجهاً لإصلاح شامل يليق بتاريخ المغرب ومستقبله.
فلنكن جميعاً في مستوى هذه المرحلة الدقيقة: شباباً، مسؤولين، نخباً، وشعباً بأكمله. ولنضع أيدينا في يد قائد الأمة لبناء وطن قوي، عصري، متماسك، يواجه التحديات بعزيمة الرجال الأحرار.
{إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المملكة المغربية
خديم الأعتاب الشريفة
الشريف مولاي محمد بن عيسى بوزرود