ردا على ادعاءات صحفيين مدفوعي الأجر من النظام الجزائري: الصحراء المغربية أرض تنمية وسلم وديمقراطية

في الوقت الذي تواصل فيه المملكة المغربية تعزيز نموذجها التنموي والديمقراطي في أقاليمها الجنوبية، يخرج بين الفينة والأخرى من يُحاول تصدير رواية مُشوّهة، تعيد إنتاج سرديات مشروخة، مدفوعة بثقل التاريخ المَرَضي للنظام الجزائري تجاه وحدة المغرب الترابية.
آخر هذه المحاولات تمثلت في التصريحات المضلِّلة لمدير الموقع الإسباني “الفاراديو”، أوسكار أليندي، ومن معه من نشطاء وصحفيين إسبان، في محاولة مكشوفة لتصوير الأقاليم الصحراوية كـ”منطقة مغلقة” تُنتهك فيها حقوق الإنسان. وهي تصريحات تفتقد للمصداقية والمهنية، وتنضح بخلفية سياسية معروفة التمويل والتوجيه.
خلفيات مشبوهة وارتباطات مكشوفة
أليندي ورفاقه ليسوا سوى أدوات ضمن شبكة أوسع تدور في فلك الدعاية الجزائرية الرسمية، ويستقون معلوماتهم من تقارير موجهة ومن جماعات تضغط إعلاميًا لصالح “البوليساريو”، وتعيش خارج الواقع.
وفيما يدّعون “الطرد” من الصحراء المغربية، يتجاهلون عمدًا أن زيارتهم كانت غير معلنة رسميًا، وتفتقر لأي تنسيق مؤسساتي، وتتداخل فيها أهداف دعائية أكثر من مهنية إعلامية.
هل يعقل أن يُسمح لأطراف أجنبية بدخول منطقة لها حساسية جيوسياسية دون تنسيق مع المؤسسات الرسمية؟ وهل كانت مهمتهم فعلاً إعلامية محايدة أم مجرد محاولة لإعداد تقارير موجهة بأموال الغاز الجزائري؟
الصحراء المغربية.. نموذج في الاستقرار والتنمية
في الواقع، الصحراء المغربية هي اليوم من أكثر المناطق استقرارًا وتقدمًا في شمال إفريقيا، وهذا ليس بشهادة الرباط فقط، بل باعتراف هيئات دولية ومراقبين محايدين. ومن بين الحقائق التي لا يمكن نكرانها:
- نسبة المشاركة الانتخابية في الأقاليم الجنوبية تتجاوز في بعض الأحيان نظيرتها في باقي جهات المملكة، وهو ما يعكس تشبث الساكنة المحلية بمؤسسات الدولة وانخراطها في المسار الديمقراطي.
- تحتضن المدن الكبرى مثل العيون، الداخلة، وبوجدور مشاريع اقتصادية ضخمة، من موانئ وبنية تحتية حديثة ومنشآت جامعية واستثمارية، جعلتها نموذجًا للتنمية المستدامة في المنطقة.
- الأقاليم الصحراوية تحظى بمشاريع ملكية كبرى ضمن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي خصص له المغرب عشرات المليارات من الدراهم، بهدف النهوض بجميع القطاعات الحيوية.
- تمثيلية الصحراويين داخل البرلمان ومؤسسات الدولة المغربية أمر ثابت ودائم، وهم اليوم يترأسون جهات ومجالس، ويتكلمون باسم المواطنين داخل الهيئات الدولية بكل حرية.
حرية التعبير مكفولة.. لكن بدون أجندات معادية
المغرب لا يمنع أي صحفي أو مراقب حقوقي من زيارة مناطقه، بما فيها أقاليمه الجنوبية، شريطة احترام السيادة الوطنية والمساطر القانونية. غير أن من يُصرّ على الدخول في إطار مهمات غير معلنة، أو تحت غطاء “النشاط الحقوقي”، وهو في الحقيقة يُنفذ أجندة دولة معادية، فلا يمكن اعتباره صحفيًا محايدًا، بل طرفًا في نزاع سياسي مفتعل.
خلاصة: الجزائر تموّل، وأبواقها تُنفّذ
إن تصريحات أليندي ورفاقه ليست سوى محاولة يائسة لإعادة تسويق خطاب تجاوزته الأحداث، في وقت أصبحت فيه الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية رمزًا للنجاح الإفريقي في التنمية والديمقراطية. وإذا كانت الجزائر قد أغدقت على أبواقها بالمال والدعاية، فإن المغرب اختار أن يُقنع العالم بالحقائق على الأرض، وبالمؤسسات، وبالثقة التي يحظى بها من أبناء الصحراء أنفسهم.