الرباط –
بقلوب يعتصرها الأسى والحزن، ودّعت الساحة الرياضية المغربية أحد رجالاتها المخلصين في صمت، المدرب الوطني مصطفى مديح ، الذي وافاه الأجل المحتوم يوم الأحد 4 نوفمبر 2018 عن عمر ناهز 62 عامًا، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والنجاحات على المستويين الوطني والدولي.
الراحل، من مواليد 1 يناير 1956، يُعدّ من الأسماء البارزة التي بصمت على صفحات مشرقة في تاريخ كرة القدم المغربية، خاصة في الفئات السنية والبطولة الوطنية الاحترافية. فقد قاد المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة لتحقيق الميدالية الذهبية في الألعاب الفرانكوفونية عام 2001 بكندا، بعد فوز مستحق على المنتخب الفرنسي في النهائي بهدف دون رد، وهو إنجاز نادر ما تكرر.
كما تولى قيادة المنتخب الأولمبي المغربي خلال أولمبياد أثينا 2004، وحقق فوزًا على العراق (2-1)، وتعادلًا مع كوستاريكا (0-0)، قبل أن يُقصى بشرف من الدور الأول عقب خسارة أمام البرتغال (2-1)، في مجموعة قوية ضمت أسماء لامعة من الكرة العالمية.
أما على صعيد الأندية، فقد كانت مسيرته نموذجًا للنجاح والتحدي. ففي موسم 2006/2007، قاد نادي أولمبيك خريبكة لتحقيق الثنائية التاريخية، بحصده كأس العرش 2006 ولقب البطولة الوطنية الاحترافية، قبل أن ينتقل إلى الجيش الملكي، الذي حصد معه بدوره كأس العرش 2007 وبطولة الدوري لموسم 2007/2008، مؤكّدًا مكانته كأحد أبرز الأطر التقنية في المغرب.
كما خاض تجربتين تدريبيتين خارج الوطن، الأولى مع نادي المرج الليبي بين 2000 و2001، والثانية مع نادي الوكرة القطري بين 2008 و2010، حيث ترك بصمة محترمة في محيط احترافي صعب.
وفي السنوات الأخيرة من حياته المهنية، درّب الراحل كلًا من حسنية أكادير (2011)، وشباب الريف الحسيمي (منذ 2014)، حيث كان آخر محطاته التدريبية.
تميز المدرب الراحل بأخلاقه العالية، وتواضعه، وحبه الكبير للعمل القاعدي وتكوين اللاعبين، حيث آمن دائمًا أن الرهان الحقيقي لكرة القدم الوطنية يبدأ من القواعد والمنتخبات السنية.
رحيله شكل خسارة كبرى لكرة القدم الوطنية، التي فقدت إطارًا بصم بخبرته ومهنيته على مسيرة جيل كامل من اللاعبين والمدربين.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
