“جبل الصحراء 2025”.. تمرين مغربي بريطاني يجسد ربع قرن من التعاون العسكري المتين

مراكش – من مراسلنا
تشهد منطقة “رمرم” العسكرية قرب مدينة مراكش، في الفترة الممتدة من 1 إلى 17 أكتوبر 2025، فعاليات النسخة الخامسة والعشرين من التمرين العسكري الثنائي “جبل الصحراء”، الذي يجمع بين القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها البريطانية، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجالات الدفاع والأمن.
ويُعد هذا التمرين من أبرز محطات التعاون العسكري بين الرباط ولندن، حيث يخلّد هذا العام الذكرى الخامسة والعشرين لإطلاقه، ما يعكس استمرارية الثقة المتبادلة وعمق التنسيق الميداني الذي يربط المؤسستين العسكريتين.
مشاركة نوعية وتكامل في الأدوار
تشارك في تمرين “جبل الصحراء 2025” وحدات من الدرك الملكي المغربي، والمشاة المظليين، إلى جانب عناصر من الفوج الملكي لجبل طارق البريطاني. وتهدف هذه المشاركة المتنوعة إلى تعزيز القدرات المشتركة في التدخل السريع والقتال في المناطق الحضرية، بما يواكب متطلبات الميدان الحديث وأساليب المواجهة في البيئات المعقدة.
كما يتضمن البرنامج التدريبي مناورات تكتيكية تحاكي سيناريوهات ميدانية واقعية، تشمل عمليات مكافحة الإرهاب، والتصدي للتهديدات غير المتناظرة، والإنزال الجوي الدقيق، مع التركيز على تطوير الانسجام العملياتي بين القوات المشاركة.
ترسيخ للشراكة الدفاعية المغربية البريطانية
ويأتي هذا التمرين في سياق التعاون العسكري الوثيق بين المغرب والمملكة المتحدة، والذي يشمل مجالات التدريب، وتبادل الخبرات، وتطوير القدرات اللوجستية والاستخباراتية.
وقد أصبحت المناورات المشتركة، وعلى رأسها “جبل الصحراء”، نموذجًا للتعاون العسكري الثنائي الناجح، يساهم في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين، لا سيما في منطقة الساحل والصحراء.
وأكدت مصادر عسكرية أن تنظيم هذه النسخة من التمرين في المغرب يعكس الاحترافية العالية للقوات المسلحة الملكية، التي أصبحت شريكًا موثوقًا في دعم السلم الإقليمي، ومساهمًا أساسيًا في جهود مكافحة التهديدات العابرة للحدود.
رمزية المكان والزمان
اختيار منطقة “رمرم” القريبة من مراكش لاحتضان هذا التمرين يرمز إلى تنوع البيئات الجغرافية التي تعتمدها القوات المسلحة الملكية في تدريباتها، من المناطق الجبلية إلى الصحراوية، مما يمنح التمرين طابعًا تكتيكيًا غنيًا.
كما أن تزامنه مع مرور 25 عامًا على إطلاقه، يمنحه بعدًا رمزيًا يؤكد استمرارية التعاون الوثيق بين البلدين وتطوره في اتجاه شراكة استراتيجية شاملة.
احترافية مغربية وشهادة دولية
على مدى السنوات الماضية، أبانت القوات المسلحة الملكية المغربية عن مستويات عالية من الكفاءة والانضباط في مختلف التمارين الدولية المشتركة، سواء مع الحلفاء الغربيين أو الأفارقة، ما جعلها محل تقدير وثقة دوليين.
ويشكل تمرين “جبل الصحراء 2025” تأكيدًا جديدًا على مكانة المغرب كـ فاعل إقليمي موثوق قادر على الإسهام في الأمن الجماعي ومكافحة التهديدات المعاصرة.
🪖 خلاصة:
إن تمرين “جبل الصحراء” لا يمثل مجرد مناورة عسكرية، بل هو تجسيد عملي للشراكة الاستراتيجية بين المغرب والمملكة المتحدة، وإعلان صريح عن قدرة القوات المسلحة الملكية على مواكبة التطورات العملياتية العالمية بكفاءة عالية وروح مهنية رفيعة.








