Uncategorized

تفاوت واضح في أداء نواب أكادير إداوتنان داخل البرلمان


منذ انطلاق الولاية التشريعية الحالية سنة 2021، برز تباين لافت في أداء نواب إقليم أكادير إداوتنان بمجلس النواب، خاصة في ما يتعلق بطرح الأسئلة الكتابية والشفوية الموجهة إلى مختلف القطاعات الوزارية. فالمعطيات الرسمية المتاحة على الموقع الإلكتروني للمجلس، إلى جانب تقارير مراكز الرصد البرلماني، ترسم صورة دقيقة عن حجم التفاعل النيابي ومدى مواكبة ممثلي الساكنة للقضايا المحلية والوطنية.

أومريبط في الصدارة بنشاط متوازن

النائب حسن أومريبط، عن حزب التقدم والاشتراكية، يتصدر المشهد البرلماني محلياً، حيث وجّه منذ بداية الولاية 382 سؤالاً، منها 322 سؤالاً كتابياً و60 سؤالاً شفوياً. ويُظهر هذا التوازن بين الأسئلة المكتوبة والشفوية حرصه على الجمع بين التوثيق الرسمي للمطالب البرلمانية عبر المراسلات الكتابية، وبين تفعيل النقاش المباشر مع الوزراء داخل قبة البرلمان.

ديواني بحضور معتدل

في المرتبة الثانية، يأتي النائب جمال ديواني عن حزب الاستقلال، الذي قدّم 102 سؤالاً، بينها 93 كتابياً و9 شفوياً. ويعكس هذا الرقم حرصه على متابعة الملفات عبر الصيغة المكتوبة أساساً، مع اللجوء إلى الأسئلة الشفوية في بعض القضايا التي تستدعي النقاش العلني.

طايع ووهبي.. حضور باهت

في المقابل، يُسجل كل من النائبين عبد الله الطايع (التجمع الوطني للأحرار) وحميد وهبي (الأصالة والمعاصرة) حضوراً ضعيفاً مقارنة بزميليهما. إذ لم يتجاوز رصيد الطايع 29 سؤالاً (26 كتابياً و3 شفوياً)، فيما اقتصر نشاط وهبي على 23 سؤالاً كتابياً دون أن يطرح أي سؤال شفوي. هذا التراجع الواضح يثير ملاحظات لدى المتابعين، خاصة وأن غياب وهبي عن متابعة قضايا الإقليم داخل المؤسسة التشريعية كان موضوع انتقادات متكررة من قبل المواطنين.

السياق الوطني: ارتفاع غير مسبوق في وتيرة الأسئلة

على المستوى الوطني، تشير تقارير مركز “طفرة” المتخصص في تقييم الأداء البرلماني، إلى أن مجموع الأسئلة التي طرحها نواب الأمة خلال الدورات الأربع الأولى من هذه الولاية بلغ حوالي 20,514 سؤالاً، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 130% مقارنة ببرلمان 2011-2016، وبحوالي 21.5% مقارنة بالولاية السابقة (2016-2021).

كما أظهر التقرير أن النائبات البرلمانيات ــ اللواتي يمثلن حوالي 23% من أعضاء المجلس ــ قدمن 6,005 أسئلة، أي بمعدل 62 سؤالاً لكل نائبة، مقابل 45 سؤالاً لكل نائب رجل. وهي أرقام تعكس دينامية جديدة لصالح حضور المرأة في العمل الرقابي.

خلاصة

تكشف هذه الحصيلة أن نواب أكادير إداوتنان يعيشون على إيقاع تفاوت بارز في أدائهم الرقابي: بين نائب نشيط ومبادر يحرص على التوازن بين الصيغ التشريعية، وآخر معتدل في حضوره، في حين يظل نشاط بعض النواب شبه غائب، ما يجعل أدوارهم في الترافع عن قضايا الإقليم داخل البرلمان أقل وضوحاً لدى الرأي العام المحلي.


Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button