Uncategorized

تعثر قنطرة وادي أورگة.. مشروع استراتيجي يتحول إلى ورش مهجور منذ سنتين


إنزكان ,10/08/2025

على مدى أكثر من سنتين، يظل مشروع قنطرة وادي “أورگة” الرابط بين إنزكان وأولاد تايمة حبيس التوقف والوعود المؤجلة، تاركًا آلاف السائقين أمام معاناة يومية على مسلك ترابي بديل يفتقر لأدنى شروط السلامة. المشروع، الذي كان من المفترض أن يشكل شريانًا استراتيجيًا يربط بين حواضر اقتصادية كبرى بجهة سوس ماسة، تحوّل إلى ورش صامت بلا آليات ولا عمال، وسط غياب تام لأي توضيحات رسمية حول أسباب التعثر.

مسلك بديل يتحول إلى معاناة يومية

المسلك الترابي المؤقت الذي فُتح لامتصاص ضغط السير تحوّل إلى كابوس حقيقي لمستعمليه، حيث تتكدس يوميًا طوابير طويلة من الشاحنات والسيارات وسط ظروف تفتقر للسلامة، خاصة خلال فترات التساقطات التي تجعل المسلك شبه معزول. الحوادث والخسائر المادية أصبحت مشهدًا متكررًا، مما جعل هذه النقطة تُصنّف كـ”نقطة سوداء” في شبكة الطرق الإقليمية.

معدات صدئة وورش صامت

زيارة ميدانية إلى موقع المشروع تكشف عن حالة جمود تام: غياب تام للعمال والآليات، وأكوام من الحجارة والهياكل الحديدية التي نالت منها عوامل الطقس وأصابها الصدأ. هذه الوضعية تثير مخاوف جدية بشأن جودة البنية في حال استئناف الأشغال مستقبلاً، وهو ما يزيد من الشكوك حول المآل النهائي للمشروع.

مشاكل مالية وانسحاب مقاولات

مصادر محلية أكدت أن الشركة الأولى المكلفة بالمشروع واجهت صعوبات مالية كبيرة حالت دون استكمال الأشغال، ما دفع السلطات إلى إعادة إسناد الصفقة لمقاولة أخرى. غير أن هذه الأخيرة انسحبت بدورها في ظروف غامضة، تاركة المشروع يواجه مصيرًا مجهولاً، في ظل غياب المتابعة الصارمة والتنسيق بين المتدخلين.

مساءلة السلطات المحلية

هذا التعثر يضع عامل عمالة إنزكان أيت ملول، إسماعيل أبو الحقوق، في دائرة التساؤل حول فعالية تتبع هذا الورش الحيوي وضمان احترام آجاله، خاصة وأن مشاريع مماثلة وأحيانًا أكبر حجمًا تم إنجازها في وقت قياسي بمناطق أخرى داخل الجهة.

رمز لتعثر التنمية

قنطرة وادي “أورگة” تحولت إلى رمز حي لمعضلة بطء التنمية وضعف التنسيق المؤسساتي، وهو ما يستدعي تدخلًا عاجلًا لإعادة إطلاق الأشغال، بدل ترك المشروع رهينًا للجمود. الساكنة المحلية وسائقو النقل ينتظرون أن يعود هذا المعبر إلى دوره الطبيعي كجسر يربط بين مناطق اقتصادية مهمة، بدل أن يبقى شاهدًا على الإخفاق الإداري والهندسي.


Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button