Uncategorized

تصريحات البشير مصطفى السيد تزلزل أركان جبهة البوليساريو: الحكم الذاتي هو الحل الواقعي

– إنزكان، المغرب
شهدت مخيمات تندوف في الأيام الأخيرة حالة من الارتباك والجدل الواسع، عقب التصريحات المثيرة التي أدلى بها البشير مصطفى السيد، أحد أبرز مؤسسي جبهة البوليساريو والمستشار السياسي الحالي لزعيم الجبهة، إبراهيم غالي، والتي وصف فيها المقترح المغربي المتعلق بالحكم الذاتي في الصحراء بأنه «الأكثر واقعية ومصداقية» مقارنة بباقي الطروحات المعروضة على طاولة النزاع.

وفي تصريحاته التي بثت عبر إحدى المنصات الإعلامية المقرّبة من الجبهة، أكد البشير مصطفى السيد أن «الزمن تجاوز الخطابات الثورية والوعود الفارغة»، مشيرًا إلى أن «الحكم الذاتي المقترح من طرف المغرب يتسم بجدية سياسية واقتصادية ويضمن كرامة الصحراويين داخل السيادة المغربية»، مضيفًا أن استمرار الوضع الحالي لم يعد يخدم مستقبل سكان المخيمات ولا يواكب التحولات الدولية الراهنة.

ردود فعل غاضبة داخل الجبهة

التصريحات المفاجئة، والتي وصفها البعض بـ”الزلزال السياسي”، أثارت غضبًا واسعًا في صفوف قيادات جبهة البوليساريو، التي سارعت إلى التقليل من أهميتها، معتبرة إياها «رأيًا شخصيًا لا يمثل الموقف الرسمي للجبهة». غير أن مصادر من داخل مخيمات تندوف أكدت أن التصريحات تعكس حالة من التشكيك الداخلي المتزايد في جدوى المشروع الانفصالي، وسط تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في المخيمات.

وأفادت ذات المصادر أن قيادات ميدانية وأطرًا شبابية عبّرت عن ارتياحها غير المعلن للتصريحات، معتبرة أن الوقت قد حان للبحث عن مخرج سلمي يضمن الكرامة والحقوق، بعيدًا عن أوهام تقرير المصير التي لم تعد تجد دعمًا دوليًا فعليًا.

تأييد ضمني للمقترح المغربي

تأتي هذه التصريحات لتنسجم مع موقف العديد من القوى الدولية، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا، التي عبّرت في مناسبات متكررة عن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي التي طرحتها المملكة المغربية منذ سنة 2007، ووصفتها بأنها «جادة وذات مصداقية وواقعية».

ويبدو أن البشير مصطفى السيد، المعروف بنزعته العقلانية وتاريخه السياسي داخل الجبهة، أراد من خلال هذه الخرجة الإعلامية إرسال إشارات واضحة إلى من يهمهم الأمر، بأن «الحل الأمثل لا يكمن في مزيد من التصعيد، وإنما في طيّ هذا النزاع الذي عمر طويلًا على أساس مقاربة واقعية ومنصفة».

هل هو تمهيد لانشقاق جديد؟

يرى عدد من المحللين أن تصريحات البشير قد تمهد لانقسام جديد داخل البوليساريو، وربما تؤسس لتيار “تصالحي” يسعى لخلق أرضية مشتركة مع المغرب في إطار مشروع الحكم الذاتي الموسّع، خاصة بعد انسداد الأفق السياسي وتقلص هامش المناورة الخارجية للقيادة الحالية للجبهة.

خاتمة

في ظل تغير موازين القوى الإقليمية والدولية، وتزايد الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، تأتي هذه التصريحات لتشكل نقطة تحول محورية في مسار النزاع، وربما تفتح الباب أمام تطورات غير متوقعة في قادم الأيام، يكون عنوانها الواقعية السياسية والمصلحة العليا للساكنة الصحراوية.


Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button