Uncategorized

تارودانت.. مدينة تستحق مهرجاناً يليق بعمقها التاريخي وهويتها الثقافية


تارودانت مدينة عريقة، غنية بتاريخها وتراثها وروحها الأصيلة، غير أنها ما تزال تفتقر إلى مهرجان فني كبير يبرز هويتها الحقيقية ويعطيها المكانة التي تستحقها على الخريطة الثقافية للمغرب. الفكرة اليوم تتجه نحو ابتكار نموذج جديد للاحتفال الثقافي يعتمد على طاقات أبناء المدينة، ويُقام داخل أزقة المدينة العتيقة بدلاً من الاكتفاء بساحة 20 غشت التي أصبحت فضاءً محدوداً ومتكرراً.

فالمدينة القديمة، وخاصة ساحة أسراك، تملك المؤهلات لتتحول—بعد تهيئتها—إلى منصة فنية راقية، تُعيد إلى تارودانت وهجها الثقافي، تماماً كما فعل مهرجان كناوة بمدينة الصويرة. هناك حيث امتزج التراث بالموسيقى، وتحولت الساحات والأزقة إلى فضاءات حيّة تفيض فناً وإبداعاً، مما جعل المهرجان علامة مسجلة عالمياً.

بدلاً من تنظيم مهرجانات متفرقة وضعيفة كل شهر، قد يكون الأنسب إحداث مهرجان واحد كبير بجودة عالية، موضوعه هوية تارودانت وتراثها وذاكرتها الجماعية، ويشارك فيه أبناء المنطقة ليحملوا صوت مدينتهم ويصنعوا صورتها الفنية الخاصة.

وإذا كان أبناء تارودانت قد صنعوا لأنفسهم إشعاعاً واسعاً خارجها، فلماذا لا تُفتح لهم أبواب مدينتهم ليكبروا فيها ومعها؟ من حقهم أن يجدوا فضاءً ثقافياً يليق بهم، ومن حق المدينة أيضاً أن تستفيد من نجاحهم، ليصبح المهرجان واجهةً مشرفة لها ومناسبةً لإبراز طاقاتها.

بهذا التصور، يمكن لتارودانت أن تستعيد مكانتها كحاضرة ثقافية، وأن تُحوّل فضاءاتها التاريخية الجميلة إلى مسارح مفتوحة تعكس روحها العميقة، وتمنحها إشعاعاً أكبر محلياً ووطنياً. 🇲🇦❤️


Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button