بحيرة تفنوت.. لؤلؤة الأطلس الكبير ومصدر حياة لسهل سوس

تقع بحيرة تفنوت، المعروفة أيضًا بـ بحيرة إفني، في قلب جماعة تبقال بمنطقة تفنوت شمال إقليم تارودانت، على ارتفاع يقارب 2500 متر عن سطح البحر، عند أقدام جبل توبقال الشامخ. وتعد هذه البحيرة أكبر بحيرة جبلية في المغرب، وأحد أبرز الكنوز الطبيعية التي تزخر بها منطقة الأطلس الكبير.
تتميز البحيرة بعمق يتجاوز 30 مترًا في بعض المناطق، فيما تبقى أجزاء أخرى مجهولة العمق بسبب وعورة تضاريسها وصعوبة الوصول إليها. وعلى مرّ العقود، شكّلت بحيرة تفنوت مصدرًا أساسيًا لتغذية عيون المنطقة ووديانها، مما جعلها شريان حياة يمدّ سهل سوس بمياهه العذبة عبر مجاري وأنهار طبيعية.
مياه البحيرة الرقراقة، الصافية كالكريستال، لم تعرف يومًا الجفاف أو انقطاع الصبيب، حتى في فترات الجفاف التي عرفتها المملكة. وهو ما جعلها محط اهتمام الباحثين والمهتمين بالشأن البيئي، باعتبارها نموذجًا فريدًا للنظام البيئي الجبلي المتوازن.
إلى جانب قيمتها المائية، تعتبر بحيرة تفنوت وجهة سياحية محببة لعشاق الطبيعة والمغامرة، حيث يقصدها المتسلقون والمتنزهون للاستمتاع بالمشاهد البانورامية الخلابة، في محيط تزدان جنباته بغطاء نباتي متنوع ومشهد جبلي يأسر القلوب. كما تشكل البحيرة محطة أساسية ضمن المسارات الجبلية المؤدية إلى قمة توبقال، ما يجعلها ملتقى للزوار من داخل المغرب وخارجه.
غير أن خبراء البيئة يحذرون من التأثيرات المحتملة للتغير المناخي والضغط السياحي المتزايد على هذا الموقع الفريد، داعين إلى وضع خطة متكاملة لحماية البحيرة وضمان استدامة مواردها، بما يحافظ على دورها كمخزون مائي استراتيجي وفضاء بيئي استثنائي.
تظل بحيرة تفنوت شاهدًا على عظمة الأطلس الكبير، ومثالًا على الترابط الوثيق بين الطبيعة والإنسان، حيث يلتقي جمال المشهد بعمق الفائدة، في لوحة مائية وجبلية لا تقدر بثمن.