Uncategorized

المغرب يربط الساحل بالمحيط : مشروع استراتيجي ضخم يمتد من الداخلة إلى قلب إفريقيا


في تقرير لافت نشرته صحيفة La Vanguardia الإسبانية بتاريخ 29 يونيو 2025، سلط الصحفي Xavier Mas de Xaxàs الضوء على مشروع مغربي غير مسبوق على مستوى القارة الإفريقية، يتمثل في إنشاء طريق دولي ضخم يربط الميناء الأطلسي المستقبلي لمدينة الداخلة بعدد من بلدان الساحل الإفريقي، من بينها مالي، النيجر، وبوركينا فاسو، وبتكلفة أولية تقدر بـ 1.3 مليار دولار.
وحسب ما ورد في المقال، فإن هذا المشروع الطموح، الذي من المرتقب أن يستكمل بحلول عام 2028، يندرج ضمن رؤية استراتيجية متكاملة تقودها الرباط لتعزيز حضورها الاقتصادي والسياسي في العمق الإفريقي، من خلال جعل الجنوب المغربي، وبالأخص مدينة الداخلة، كمنصة لوجستية وتجارية حيوية ومفتاحا للربط بين شمال القارة وغربها وجنوبها.
ويضيف الكاتب أن المشروع يهدف إلى فتح ممر تجاري بري جديد يمتد عبر الصحراء المغربية وصولا إلى بلدان لا تملك منفذا بحريا مباشرا، مما يمنحها إمكانيات جديدة للوصول إلى الأسواق العالمية، ويمنح المغرب في المقابل موقعا محوريا في حركة التبادل الإقليمي والدولي.
لكن التقرير لا يغفل الإشارة إلى التحديات الكبيرة التي تواجه هذا المشروع، بدءا من الارتفاع المحتمل لتكاليف البنية التحتية، التي قد تتجاوز مليار دولار إضافي، بسبب الطبيعة الصعبة للتضاريس والمسافات الشاسعة التي ستغطى بشبكات الطرق وربما السكك الحديدية لاحقا.
كما أن الطريق المقترح يمر قرب مناطق غير مستقرة أمنيا، في ظل وجود تهديدات جدية من جماعات مسلحة، من بينها ميليشيات “البوليساريو” التي تنشط في مناطق قريبة من المسار المخطط له، مما يحتم تأمينا عسكريا ومخابراتيا عالي المستوى.
إن مشروع الربط الطرقي بين الداخلة وبلدان الساحل، كما رصدته La Vanguardia، ليس مجرد عملية إنشاء بنية تحتية، بل هو تجسيد عملي لرؤية مغربية طويلة الأمد، تهدف إلى إعادة تشكيل الخريطة اللوجستية لإفريقيا، واستثمار الموقع الجغرافي للمملكة كمحور عبور إقليمي بين الأطلسي والعمق الإفريقي.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button