الشيخ الذي جمع بين الولاية والتأصيل: مولاي رزقي الشرقاوي، قامة علمية تبني لجيل الروح والمعرفة

في زمن تحتاج فيه الأمة إلى النماذج المتوازنة التي تجمع بين الروحانية العميقة والمعرفة الدقيقة، يبرز اسم الشيخ مولاي رزقي كمال الشرقاوي القادري كأحد القامات الفريدة التي تجاوزت حدود الزوايا لتستقر بثبات في مدارج الجامعات.
في جلسة علمية رفيعة اتسمت بالهيبة والسكينة، ناقش الشيخ أطروحته الجامعية في شرح “كتاب السنة” من “جمع الجوامع” في علم أصول الفقه، وهو من أشرف العلوم الإسلامية وأدقها. لم يكن الأمر مجرد مسار أكاديمي، بل تجلٍّ جديد لرحلة علمية وسلوكية متكاملة، جسّدت معاني الوراثة المحمدية وأظهرت كيف يمكن للعلم أن يكون مدخلًا إلى الله، لا مجرد تراكم معرفي جاف.
لقد قدّم الشيخ الشرقاوي نموذجًا فريدًا لـ”العالِم الواصل”، الذي يعلو بسلوكه كما يعلو بعلمه، ليبني بذلك جسرًا حقيقيًا بين التزكية والتفقيه، بين الموروث الروحي العريق والمنهج العلمي المنضبط.
ويأتي هذا التميز في لحظة رمزية، تتقاطع مع نهضة علمية هادئة يقودها جيل جديد من أبناء الوطن، يتطلع إليه الكثيرون بوصفه جيلًا ملكيًا صاعدًا على رأسه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، حفظه الله، والذي يُعوَّل عليه في قيادة مغرب متوازن بين الأصالة والتحديث، بين القوة الروحية والبصيرة الفكرية.
إن أمثال الشيخ مولاي رزقي الشرقاوي القادري، بمنهجه الرباني وأدبه العلمي، يقدمون قدوة صالحة لهؤلاء الناشئة، ويرسمون بمداد العرفان والفقه، معالم طريق مغربي مميز، لا ينسلخ عن تاريخه، ولا ينغلق على ذاته.