التين الشوكي يتعافى في جهة كلميم وادنون بعد القضاء على الحشرة القرمزية: انتعاش اقتصادي وبيئي واعد

شهدت سلسلة التين الشوكي في جهة كلميم وادنون، وبشكل خاص في إقليمي سيدي إفني وكلميم، تحسناً ملحوظاً بعد سنوات من التراجع والانكماش بسبب انتشار آفة الحشرة القرمزية التي سببت أضراراً جسيمة لمزارع التين الشوكي. هذا التعافي يأتي نتيجة مجهودات كبيرة بذلتها الجهات المعنية، خصوصاً من خلال تبني زراعة أصناف مقاومة لهذه الحشرة، ضمن إطار مخطط “الجيل الأخضر 2020-2030” الذي تشرف عليه وزارة الفلاحة.
لطالما كان التين الشوكي مورداً أساسياً لدخل آلاف الأسر القروية في المنطقة، حيث يوفر فرص عمل موسمية ودخل قاراً من خلال بيع الثمار ومنتجات مشتقة متعددة كالزيوت والعصائر ومستحضرات التجميل، مما يجعل منه محركاً اقتصادياً مهماً في وسط بيئة تواجه تحديات مناخية متزايدة. إضافة إلى ذلك، يلعب التين الشوكي دوراً بيئياً حيوياً بفضل مقاومته للجفاف وقدرته على حماية التربة من التعرية والتصحر، مما يدعم الاستقرار البيئي في المنطقة.
وجاءت نتائج توسيع زراعة الأصناف المقاومة للحشرة القرمزية إيجابية للغاية، حيث شهد الإنتاج ارتفاعاً ملحوظاً وتحسناً في جودة المنتجات، مما انعكس بشكل مباشر على تحسين دخل الفلاحين المحليين. ويمثل هذا التقدم خطوة مهمة نحو تعزيز صمود القطاع الفلاحي في وجه التحديات المناخية، وترسيخ التنمية المحلية التي تسعى إليها جهة كلميم وادنون.
في إطار خطة الجيل الأخضر، تتواصل جهود تطوير سلسلة الإنتاج من خلال مشاريع فلاحية متعددة تستهدف زيادة القيمة المضافة للمنتجات الزراعية ودعم الفلاحين بالخبرة والتقنيات الحديثة. كما ترتكز الخطط المستقبلية على توسيع رقعة الأصناف المقاومة وتعزيز البنية التحتية الزراعية وتقديم الدعم المالي والتقني للمزارعين، لضمان استدامة هذا الانتعاش وحماية الموارد البيئية.
إن هذا التعافي يعكس نجاح سياسة فلاحية شاملة تعتمد على الابتكار والتكيف مع الظروف البيئية الصعبة، ويؤكد على أهمية الاستثمار المستمر في الفلاحة كرافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المناطق القروية، خاصة في ظل تغيرات المناخ التي تتطلب حلولاً ذكية ومستدامة. ويظل التين الشوكي في جهة كلميم وادنون مثالاً حياً على قدرة المغرب على مواجهة التحديات البيئية وتحويلها إلى فرص للنمو والتنمية.