أربع حضارات.. مبنى واحد في قلب إسطنبول

في منطقة الفاتح بإسطنبول يقف مبنى فريد من نوعه، أشبه بمتحف مفتوح، يروي تاريخ المدينة من خلال أحجاره وصمته العميق.
تبدأ الحكاية من الأساسات الرومانية التي تعود إلى القرن الثاني أو الثالث الميلادي، حين شُيّد صهريج لتخزين المياه، ليكون أول شاهد على إرهاصات مدينة ستصبح لاحقاً عاصمة للإمبراطوريات. فوق هذه الأساسات يرتفع قوس بيزنطي من القرن الرابع الميلادي، شاهداً على عهد قسطنطين الكبير والتحولات التي عرفتها بيزنطة في طريقها إلى أن تكون “القسطنطينية”.
ومع الفتح العثماني، أضيف جدار حجري في القرن الخامس عشر، ليجعل من المكان علامة على دخول حضارة جديدة تركت بصمتها المعمارية والرمزية. أما الطوابق العلوية، فقد اكتملت في عشرينيات القرن الماضي، في مرحلة بناء الجمهورية التركية الحديثة، لتربط الماضي العريق بالحاضر الحي.
هكذا يظل هذا المبنى شاهداً صامتاً على تعاقب الإمبراطوريات:
- رومانية في أساساته
- بيزنطية في أقواسه
- عثمانية في تفاصيله
- تركية في حياته اليومية
كل طابق يحمل ذاكرة، وكل حجر يخفي حكاية. إنه أكثر من مبنى؛ إنه وثيقة معمارية تحكي أن إسطنبول ليست مجرد مدينة، بل هي تراكم حضارات وأزمان.
أربع حضارات، مبنى واحد… وما زال حياً.