Uncategorized

زيارة ميدانية لطلبة ماستر علوم التربية بالرباط لمؤسسة وسيط المملكة


بتاريخ ماي 2025
استقبلت مؤسسة وسيط المملكة يوم الأربعاء 21 ماي 2025 بمقرها في الرباط وفدا من سلكي ماستر التدخل السوسيو تربوي والممارسات المبتكرة وماستر التربية الدامجة بكلية علوم التربية بالرباط، بلغ عددهم سبعين طالبا وطالبة برفقة كل من الأستاذتين، رقية أشمال ونجاة باسو. وقد كان في استقبال الوفد كل من السيدة هدى آيت زدان، رئيسة وحدة تنمية التواصل والترجمة والتكوين والمنشورات بالمؤسسة، والسيد علي الناظر، مكلف بالدراسات بشعبة الدراسات والتحليل والتتبع.
استهل اللقاء بكلمة ترحيبية ألقتها السيدة هدى آيت زدان نيابة عن السيد وسيط المملكة، حيث أكدت على القيمة الجوهرية لهذا التفاعل التواصلي في إثراء المعارف الأكاديمية للطلبة وتوسيع آفاقهم الإدراكية حول الدور الذي تضطلع به المؤسسة في خدمة المواطنين. كما أعربت عن تمنياتها بأن يحقق هذا التبادل المعرفي أقصى استفادة ممكنة للطلبة في مسارهم العلمي والأكاديمي، وأن يسهم في تكوينهم كباحثين وممارسين مستقبليين في مجالات التربية والعلوم الاجتماعية. وبدورها، نوهت الأستاذة رقية أشمال بالجهود الدؤوبة التي تبذلها مؤسسة وسيط المملكة من خلال مسؤوليها وأطرها، وقدمت خالص شكرها وتقديرها للأستاذ حسن طارق، وسيط المملكة، على تفضله باستضافة هذه الزيارة الطلابية.
وقد شهد اللقاء تقديم عرض مفصل استعرض التطور التاريخي لمؤسسة وسيط المملكة وسياق إحداثها، بالإضافة إلى تحديد عضويتها واختصاصاتها ومهامها والقضايا التي لا يمكن للمؤسسة النظر فيها، مع التأكيد على التمييز الجوهري بين عملها وعمل السلطة القضائية. كما تناول العرض آليات تدخل وسيط المملكة وطرق اشتغالها وتلقيها للشكايات، مع تقديم أمثلة واقعية لأهم القضايا المعروضة عليها.
وقد أثرى هذا العرض تفاعل قيم مع تساؤلات الطلبة التي عكست اهتمامهم بالدور الذي تضطلع به المؤسسة في صيانة حقوق المرتفقين، ولا سيما الأشخاص في وضعية إعاقة، وكيفية تعاملها مع القرارات الإدارية المجحفة في حقهم. وقد تمحورت استفساراتهم حول مدى التكامل والتنسيق بين عمل المؤسسة ومختلف القطاعات الحكومية المعنية بالدفاع عن حقوق هذه الفئة، والآليات الكفيلة بضمان ولوجهم اليسير والفعال إلى خدمات المؤسسة ومنشوراتها المتنوعة، فضلا عن مدى توافر الكفاءات والموارد البشرية المؤهلة في مجال لغة الإشارة. كما استفسر الطلبة عن مآل ملفات قطاع التعليم التي صدرت بشأنها توصيات لم يتم تفعيلها بعد، والإجراءات المتخذة لتنفيذ هذه التوصيات، وآليات التصعيد التي تعتمدها المؤسسة لتحقيق الاستجابة المطلوبة، والوسائل المتاحة للضغط على الإدارات المعنية، ومدى تجاوب هذه الأخيرة مع توصيات وسيط المملكة، والآليات القانونية أو الإدارية التي يمكن من خلالها إلزام الإدارة بتنفيذ التوصيات الصادرة.
علاوة على ذلك، أبدى الطلبة اهتماما بالغا بفهم الجوانب التقنية المتعلقة بمسار معالجة الملفات وإصدار التوصيات، وتقييم مدى فعالية جلسات البحث وآليات التسوية الودية للنزاعات، والشروط والمعايير المحددة لتقديم المساعدة القضائية للأفراد المحتاجين، وكيفية التعامل مع القضايا ذات الطابع الاستعجالي، والإجراءات المتبعة لإغلاق الملفات في حال التوصل إلى حلول توافقية للنزاع، أو في حالة تعذر الحل بسبب تعنت الإدارة أو وجود عوائق موضوعية. كما طرحوا تساؤلات حول إمكانية تقديم الجمعيات لشكايات نيابة عن السكان في المناطق التي لا توجد بها تمثيليات أو نقاط اتصال تابعة للمؤسسة.
وفي سياق ذي صلة، استفسر الطلبة عن الإدارات العمومية التي تسجل أعلى نسب من الاختلالات في أدائها، والتحديات والإكراهات التي تواجه المؤسسة في سعيها لتحقيق مهامها، والاستراتيجيات المعتمدة لمواكبة التحول الرقمي بهدف تبسيط وتيسير عملية تقديم وتتبع الشكايات من قبل المواطنين. كما استفسروا عن الآليات المعتمدة لتعزيز القرب من المواطنين وتوسيع نطاق تغطية خدمات المؤسسة لتشمل ساكنة العالم القروي، وكيفية تقييم الأثر الفعلي لتدخلات المؤسسة في تحسين جودة العلاقة بين المواطن والإدارة، وما إذا كانت المؤسسة تضطلع بمبادرات توعوية وتحسيسية موجهة للجمهور.
وفي ختام تساؤلاتهم، استفسر الطلبة عن المعدل العام لتسوية النزاعات المعروضة على المؤسسة، وتحليل الأسباب الكامنة وراء التزايد الملحوظ في عدد الشكايات الواردة عليها، وما إذا كانت المؤسسة تتوفر على برامج محددة تستهدف فئة الطلبة، والسبل المتاحة لإدماج المؤسسة في الأنشطة السوسيوتربوية التي تنظمها المؤسسات الجامعية.
وقد أظهرت أسئلة الطلبة مستوى عاليا من الوعي بأهمية الوساطة المؤسسية كآلية ناجعة وودية لتسوية الخلافات القائمة بين المواطنين والإدارة. كما أكدت هذه التساؤلات على الضرورة المستمرة لتعزيز قنوات التواصل الفعال بين المؤسسة وعموم المواطنين، وتعميق المعرفة بمهامها المتنوعة واختصاصاتها الدقيقة وآليات عملها المختلفة، بما يسهم في ترسيخ أسس دولة الحق والقانون وتعزيز ثقة المواطن في المؤسسات العمومية.
وفي ختام هذه الزيارة الميدانية، قام الوفد الطلابي بجولة استطلاعية لفضاء الاستقبال الخاص بالمؤسسة، حيت قدم لهم، السيد محمد الإدريسي المسؤول عن وحدة الاستقبال وتلقي التظلمات شروحات وافية ومعلومات إضافية حول إجراءات الاستقبال والتوجيه، كما أتاح لهم معاينة والاطلاع على مرافق الاستقبال المباشر المخصصة لعموم المرتفقين، مع التركيز بشكل خاص على الترتيبات والتسهيلات المتاحة لبعض الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى الخلية المخصصة للجالية المغربية أتناء فترة الصيف.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button