🔴🟢 “البوريطية”: من مصطلح استهزاء إلى مدرسة دبلوماسية مغربية متفردة يجب أن تدرس عالميا

✍️ نجيب الأضادي
عندما بدأ البعض، ومنهم الناشط السياسي أحمد ويحمان، باستخدام مصطلح “البوريطية” و”البوريطيين”، كان الهدف واضحًا ومقصودًا: الإساءة إلى وزير الخارجية ناصر بوريطة، والنيل من شخصه ومحاولته تصويره على أنه فاشل في السياسة الخارجية، أو مجرد تقنوقراطي لا يمتلك رؤية استراتيجية حقيقية. كان هذا التعبير بمثابة نقد لاذع، بل وتوقع لفشل دبلوماسي على صعيد الساحة الدولية.
لكن الواقع أثبت عكس ذلك تمامًا. فقد تحولت “البوريطية” من مجرد وصف تهكمي إلى مدرسة دبلوماسية كاملة، يجب أن تُدرس في أعرق الجامعات والمؤسسات العالمية المعنية بالدبلوماسية وعلوم السياسة. مدرسة تقوم على صلب قواعد الاستراتيجية المتزنة، والانضباط الصارم لتوجيهات القيادة العليا، والمرونة في التعامل مع تعقيدات المشهد الدولي.
السياسة الخارجية للمملكة المغربية هي مجال سيادي خاص بجلالة الملك محمد السادس، ويمثلها في ذلك وزير الخارجية الذي يعمل تحت إشرافه وتوجيهه الدائم، حيث يُبنى كل موقف دبلوماسي على التشاور والتنسيق الدقيق على أعلى مستوى. ويكفي أن يحظى السيد ناصر بوريطة بثقة الملك ليكون ذلك الضمان الحقيقي لاستمرارية النجاح في مهمته، فلا مبرر لأي محاولة تعرقل مسيرته الوطنية.
بوريطة لا يحتاج إلى دفاع شخصي، فنجاحه يتحدث عنه. فهو من ضخ دماء جديدة في الدبلوماسية المغربية، وأعطاها ديناميات متجددة سرعان ما أثمرت على المستويات والمجالات الدولية، خصوصًا المكاسب الإستراتيجية التي باتت واضحة جلية. من بين أبرز هذه المكاسب، تزايد عدد الدول الإفريقية التي أرادت افتتاح تمثيليات قنصلية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، توّج ذلك باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وعديد الدول الأوروبية وأمريكا التي تؤيد خطة الحكم الذاتي ، و عبرت عن دعم هذه الخطة عدد من الدول الشقيقة والصديقة التي أكدت وقوفها إلى جانب السيادة الوطنية للمغرب ووحدته الترابية.
هذه الدبلوماسية المتوازنة جعلت المغرب يثبت حضوره الدولي القوي، محافظًا على استقلالية مواقفه السياسية في ملفات كبرى تخص المجتمع الدولي، وسط ظروف مشحونة ومعادية. وفي كل مرة تُسجل فيها المملكة نجاحًا دبلوماسيًا باهرًا، يظهر أعداء الوطن، الحاقدون، العدميون، والخونة، الذين يسعون بكل قوة إلى التشويش على هذه الإنجازات، وعرقلة مسارها. لكن إرادة المغرب القوية وخيار جلالة الملك الحكيم يجعل من هذه المحاولات محكومًا عليها بالفشل.
“البوريطية” إذًا، ليست مجرد أسلوب دبلوماسي شخصي، بل هي مدرسة دولة قائمة على احترام السيادة، والواقعية الاستراتيجية، والعمل الصامت المؤثر، الذي يجعل المغرب اليوم يتبوأ مكانته كفاعل دولي محترم وقوي، قادر على مواجهة التحديات بحنكة وفعالية.
ختامًا، نقولها بفخر: لا نريد جزاءً ولا شكورًا، نحن ننتصر للوطن، لشعارنا الخالد “الله، الوطن، الملك”، ولن تضر هذه المحاولات الرخيصة بمسيرة نجاح مغربنا الشامخ.
.