Uncategorized

🇸🇦 السعودية تدعو إلى إصلاح شامل لجامعة الدول العربية: نهاية منظمة عاجزة؟


الرياض – 7 يونيو 2025

في خطوة مثيرة للاهتمام، دعت المملكة العربية السعودية إلى إصلاح شامل لجامعة الدول العربية، من خلال إعادة هيكلة القيادة والإدارة، وتحديد مقر جديد دائم، ووقف الهدر المالي الذي يثقل كاهل المنظمة دون نتائج ملموسة على أرض الواقع.

وجاءت هذه الدعوة الجريئة خلال اجتماع مغلق جمع عدداً من كبار المسؤولين العرب، حيث عبّرت الرياض عن خيبة أملها من الأداء الضعيف والمشلول للجامعة، مشيرة إلى أنها تسير “عرجاء” في ظل غياب التوافق، وتضارب المصالح بين الدول الأعضاء.

دعم مالي إلى التراجع

السعودية أعلنت بشكل رسمي أنها ستقلّص دعمها المالي للجامعة بنسبة تصل إلى 75%، وهو قرار قد يُحدث هزة قوية داخل أروقة المنظمة التي تعتمد بشكل كبير على مساهمات الدول الخليجية، لا سيما الرياض وأبو ظبي.

هذا التوجه يعكس إجماعًا غير معلن داخل عدد من العواصم العربية حول “عدم جدوى” استمرار نفس النمط التقليدي في تسيير مؤسسة إقليمية لم تتمكن، منذ تأسيسها سنة 1945، من تقديم حلول فعلية لأي من الأزمات العربية الكبرى.

غياب ملك المغرب يطرح أسئلة

من أبرز الإشارات التي تعكس ضعف فعالية الجامعة، استمرار غياب جلالة الملك محمد السادس عن قممها منذ سنوات، في رسالة غير مباشرة تعبّر عن عدم اقتناع الرباط بجدوى هذه القمم، وافتقارها إلى أي قيمة مضافة في مسار العلاقات العربية أو القضايا المشتركة.

وتعزز هذا الانطباع العديد من الوقائع، إذ لم تنجح الجامعة في طرح رؤية موحدة أو حتى بيانات واضحة بشأن النزاعات القائمة في كل من السودان، فلسطين، ليبيا، سوريا، واليمن، مكتفية في كثير من الأحيان ببيانات إنشائية أو مواقف متأخرة لا تلبي تطلعات الشعوب.

حلبة صراعات بدل التكامل

يرى مراقبون أن الجامعة تحولت من منصة للعمل المشترك إلى “ساحة للصراعات الجيوسياسية الإقليمية”، حيث تُستغل الاجتماعات لخدمة أجندات فردية أو تصفية الحسابات بين أنظمة سياسية متنافسة، ما يُكرّس واقع الانقسام ويُفرغ فكرة “العروبة السياسية” من محتواها الحقيقي.

هل آن أوان المراجعة الشاملة؟

في ظل هذا السياق المأزوم، يُطرح اليوم بقوة خيار إعادة هيكلة جذرية لميثاق الجامعة، وتحديد التزامات قانونية صارمة على الدول الأعضاء، أو حتى البحث في بدائل جديدة أكثر فاعلية لتعزيز العمل العربي المشترك، خصوصًا في ظل التحديات المتزايدة التي تشهدها المنطقة.

ويبقى السؤال المؤلم الذي يردده كل مواطن عربي بسيط:
ماذا قدّمت الجامعة العربية للشعوب سوى جولات من التصريحات الشعبوية، والمشادّات الدبلوماسية، والخيبات المتكررة؟


Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button