⚽ عندما تُختزل العدالة في “تنازلات رياضية”: ظلم متكرر أم استراتيجية دولة؟

26 يوليوز 2025
في مشهد بات مألوفاً حد الإحباط، تعرض المنتخب الوطني النسوي المغربي لظلم تحكيمي واضح خلال مباراته الأخيرة في إطار كأس الأمم الإفريقية للسيدات 2024، بعد حرمانه من ضربة جزاء كانت ستُغير مجرى اللقاء، لولا “رأي آخر” للحكمة التي اختارت تجاهل اللقطة رغم وضوحها على شاشات كل العالم.
قد يبدو الأمر عادياً في عالم كرة القدم حيث الهفوات واردة، لكن تكرار مثل هذه الوقائع ضد الفرق والمنتخبات المغربية يطرح تساؤلات مشروعة: هل أصبحت الكرة المغربية كبش فداء داخل الكواليس الإفريقية والدولية؟ وهل ما يحدث مجرد سلسلة أخطاء تحكيمية معزولة، أم أن هناك ما هو أعمق يرتبط بحسابات لا رياضية؟
🇲🇦 بين الاستضافة والتضحية
من تنظيم محكم لبطولات قارية، إلى توفير بنى تحتية عالمية، وصولاً إلى دعم اللجان القارية في أحلك ظروفها، تحرص المملكة المغربية على أن تكون دائماً في مقدمة من يُقدّم لا من يطالب. فقد نظّم المغرب بطولة كأس الأمم الإفريقية 2022، ونهائي دوري أبطال إفريقيا، والعديد من الفعاليات الكروية الكبرى، في محاولة لإعادة الثقة للكرة الإفريقية، لكن “المكافأة” غالبًا ما كانت على هيئة ظلم تحكيمي صارخ.
آخر هذه “الهدايا المسمومة” كان حرمان اللاعبة المغربية من ضربة جزاء واضحة، ليعود بنا المشهد إلى ما حدث مع أسود الأطلس بعد وصولهم التاريخي لنصف نهائي مونديال قطر 2022، حيث لم يُتوَّج أي لاعب مغربي بجائزة فردية، رغم أن حكيم زياش، سفيان أمرابط، وياسين بونو كانوا ضمن الأفضل عالمياً في مراكزهم.
🏆 الكرة الذهبية تُسرق أمام الأضواء
هل نسي أحد كيف تم تجاوز نجم المنتخب المغربي، الذي قاد بلاده لإنجاز غير مسبوق عربياً وإفريقياً، في سباق الكرة الذهبية لصالح لاعبين خرجوا من ربع النهائي؟ هل هو فقط اجتهاد إعلامي منحاز؟ أم أن غياب الدعم السياسي الرياضي على أعلى المستويات في لحظة الحسم لعب دوره أيضًا؟
⚖️ الأندية بدورها لم تُستثن
الظلم ذاته طاول الأندية المغربية، من نهائي الوداد المثير للجدل في 2019، إلى قرارات مشبوهة ضد الجيش الملكي والرجاء البيضاوي في منافسات إفريقية مختلفة. ورغم كل هذه الصدمات، يواصل المغرب تمويل وتسهيل الفعاليات الإفريقية والدولية، ملتزماً بأدوار تتجاوز الميدان.
🧩 هل هناك ما هو أبعد من الكرة؟
في ظل هذه التضحيات المتكررة، يطرح كثيرون سؤالاً جريئاً: هل ما يحصل يدخل في إطار استراتيجية دولة تقوم على تقديم تنازلات رياضية محدودة، مقابل كسب نفوذ سياسي أو اقتصادي في ملفات أخرى؟
الواقع أن العلاقات الدولية لا تتحرك فقط بلغة الأهداف والبطاقات، بل كذلك بموازين القوة والاصطفافات. وفي لحظة إعادة رسم ملامح إفريقيا جديدة، قد تختار بعض الدول لعب أدوار معينة ضمن مسار طويل، ولو على حساب عدالة اللحظة الكروية.
💬 الخلاصة: متى نلعب بندية على كل المستويات؟
الاعتراف بالدور الرائد للمغرب لا يجب أن يُقابل بتهميش حقوقه. فالتوازن بين الدبلوماسية الرياضية والعدالة داخل الميدان بات ضرورة ملحة. وإذا كان المغرب يطمح إلى تنظيم كأس العالم 2030، فالأجدر أن تُرافق هذه الطموحات قوة تفاوضية تحمي حقوق لاعبيه ومنتخباته داخل الملعب أيضًا.
الرسالة وصلت. والمطلوب الآن: موقف أكثر حزماً، وتحرك دبلوماسي رياضي يعيد الاعتبار للكرة المغربية التي لم تعد تقبل أن تكون مجرد “المنظم المثالي” والـ”مظلوم الأبدي”.