Uncategorized

▪︎ ردًا على مزاعم جون بولتون حول الصحراء المغربية: الواقع يفضح الأكاذيب

✍️ نجيبا لأضادي

في حوار جديد مع موقع إسباني، خرج مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون ليعيد تكرار أسطوانته المشروخة حول النزاع المفتعل في الصحراء المغربية، متحدثًا عمّا أسماه “الدعاية المغربية” في ما يخص دعم الجزائر للبوليساريو، ونافياً مزاعم العلاقة بين هذه الجبهة الانفصالية والتنظيمات الإرهابية. تصريحاته الأخيرة، وكما العادة، تجاهلت تمامًا التحولات العميقة والملموسة على أرض الواقع، فضلًا عن الإجماع الدولي المتزايد حول مشروعية الموقف المغربي.

■ مغالطات بولتون: عندما يتجاهل الواقع ويُعيد إنتاج الوهم

ادعى بولتون أن المغرب يقوم بـ”زراعة المستوطنين” في الصحراء لتغيير تركيبة الساكنة، وهو ادعاء ينم عن جهل عميق أو سوء نية واضحة. فالواقع أن المدن الصحراوية المغربية مثل العيون، الداخلة، وبوجدور أصبحت نماذج حضرية متقدمة في إفريقيا، بفضل استثمارات ضخمة في البنية التحتية، والصحة، والتعليم، والاقتصاد الأخضر، ما وفر آلاف فرص العمل، وحوّل المنطقة إلى فضاء حيوي للاستثمار والتنمية.

الساكنة الصحراوية نفسها عبّرت مرارًا عن دعمها الصريح للسيادة المغربية، وتفاعلت بإيجابية مع مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تحت مظلة الأمم المتحدة، والتي اعتبرها المجتمع الدولي حلًا جديًا وواقعيًا. بل أن ساكنة الصحراء تشارك في الانتخابات ولها تمثيلية في البرلمان وكذلك في الجماعات الترابية وتسند لها الوظائف السامية.

■ الواقع الدبلوماسي: المغرب يكسب ثقة العالم… والجزائر تُصر على الهروب للأمام

يدعي بولتون أن المغرب تراجع عن التزاماته، بينما تغيب عنه حقيقة أن الرباط حققت اختراقات دبلوماسية غير مسبوقة، أبرزها اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية سنة 2020، ومواقف داعمة من قِبل دول كبرى مثل فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، إنجلترا، وعديد الدول الإفريقية والعربية التي فتحت قنصليات في العيون والداخلة.

وفي المقابل، تتجاهل تصريحات بولتون حقيقة أن الجزائر، التي يُفترض أنها “غير معنية مباشرة بالنزاع”، لا تزال تمول وتسلح وتحتضن ميليشيا البوليساريو، دون أدنى اعتبار لتجويع شعبها أو نسف الاستقرار الإقليمي.

■ بولتون… من مستشار إلى متعاقد مأجور؟

الأكثر سخرية، أن جون بولتون – الذي طُرد من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب – لا يزال يتوهم أن مقالًا مدفوع الأجر في موقع هامشي، يديره انفصالي إسباني موالٍ للبوليساريو، قادر على تغيير معادلة سياسية وجيوستراتيجية أصبحت محسومة.

بل إن بولتون نفسه التهم لسنوات جزءًا كبيرًا من أموال الشعب الجزائري، مستفيدًا من ميزانيات الدعاية التي تضخها “العصابة” الحاكمة في الجزائر لدعم مشروع انفصالي ميت، لم يحقق حتى 0.001٪ من أهدافه.

وأمام واقع أن التقارير المقدمة لمجلس الأمن تُحرّر داخل آليات أمريكية، وأن الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه بات مبدأ ثابتًا في السياسة الأمريكية، من السخرية أن يستمر نظام العسكر في الجزائر بتغذية الجزائريين بوهم أن بولتون لا يزال رقمًا ذا وزن.

هنيئًا لك يا بولتون… وغيرك كثير ممن امتصوا المال الجزائري، ثم رُميت تصريحاتهم في سلة النسيان.

■ النزاع الصحراوي: نحو حل واقعي ومستدام

ما يحاول بولتون التعتيم عليه، هو أن الحل الحقيقي يكمن في مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، كخيار يُمكّن سكان الأقاليم الجنوبية من تدبير شؤونهم المحلية ضمن إطار وطني موحد. وعلى عكس الادعاءات، فإن الغالبية الساحقة من سكان الصحراء يرفضون الانفصال ويطالبون بمزيد من التنمية والاستقرار، وهو ما يعمل عليه المغرب فعليًا، بعيدًا عن الشعارات الجوفاء التي يروجها الانفصاليون وداعموهم.

■ خلاصة القول: من فشل بولتون إلى انتصار الدبلوماسية المغربية

ما يروّجه بولتون ليس سوى محاولة يائسة لإحياء روايات بالية فقدت كل مصداقية، في وقت يشهد فيه العالم على نهضة الصحراء المغربية وتزايد الدعم الدولي للمبادرة المغربية. أما البوليساريو، فهي اليوم بلا رؤية، بلا شرعية، وبلا مستقبل.

والواقع كما هو دائمًا: يفضح الأكاذيب.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button