
كادير – 28 يونيو 2025 – شهدت مدينة أكادير مساء الجمعة الماضية حادثة مأساوية أودت بحياة الطفلة عائشة ذات الخمس سنوات، التي فقدت حياتها غرقاً داخل مسبح مارينا أكادير,الحادثة فجرت ردود فعل غاضبة وألمًا عميقًا في نفوس العائلات وسكان المدينة، خاصة مع سلسلة علامات الاستفهام التي تحيط بملابسات الوفاة.
الحادثة بين تفاصيل مأساوية وأسئلة بلا أجوبة
بحسب رواية والد الطفلة، فقد قرر اصطحاب طفلتيه إلى مسبح مارينا بحثًا عن لحظات من الانتعاش بعد يوم حار، في فضاء يعد من بين أكثر الأماكن أمنًا وفق معايير الجودة، خاصة وأنه يتطلب تجهيزات أمنية عالية لمراقبة الأطفال وضمان سلامتهم.
لكن ما كان متوقعًا أن يكون يومًا عاديًا، تحوّل إلى مأساة عندما لاحظ الأب غياب ابنته عائشة لفترة قبل أن يتلقى اتصالًا من إدارة المسبح تفيد بنقلها إلى مستشفى الحسن الثاني في حالة حرجة. إلا أن الصدمة الكبرى كانت في أن الطفلة فارقت الحياة قبل الوصول إلى المستشفى، حسب إفادة رجال الوقاية المدنية، ما أثار حفيظة العائلة والعموم.
مصادر محلية وشهود عيان تحدثوا عن غياب شبه كلي لوسائل السلامة داخل المسبح، حيث أشاروا إلى افتقار المكان لتجهيزات الإسعافات الأولية اللازمة، كما بدا واضحًا عجز فرق الإنقاذ عن التدخل بسرعة وحرفية لإنقاذ الطفلة.
هذه التقارير أثارت انتقادات شديدة للمسؤولين عن المسبح، خاصة مع غياب مراقبة صارمة من قبل السلطات المختصة، التي يفترض أن تفرض تطبيق معايير السلامة على كل الفضاءات التي تستقبل الأطفال والعائلات.
الأب، الذي يعيش حالة من الصدمة والحزن، أكد عزمه اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمتابعة إدارة المسبح، مطالبًا الجهات القضائية بإنصافه والكشف عن ملابسات الحادث بشكل كامل.
تؤكد هذه المأساة على الحاجة الملحة لإعادة النظر في المعايير التي تحكم عمل المرافق الترفيهية الخاصة، لضمان حماية الأرواح الصغيرة وعدم تكرار مثل هذه الكوارث، حيث من الضروري إشراك خبراء السلامة وتفعيل حملات التفتيش الدورية.
كما يدعو الأهالي السلطات المعنية إلى فرض شروط صارمة، خاصة في أماكن يرتادها الأطفال، كالتأكد من وجود منقذين مؤهلين ومعدات إنقاذ حديثة على مدار الساعة.
في انتظار نتائج التحقيقات، تبقى قصة الطفلة عائشة جرحًا مفتوحًا في قلوب سكان أكادير، تذكيرًا مريرًا بضرورة التحلي بالمسؤولية وتوفير كل الضمانات الأمنية لحماية أبنائنا من الأخطار التي قد تتربص بهم في أماكن يفترض أن تكون آمنة.