جهويات

ورشة تحسيسية بأكادير تكشف تفاصيل المعايير الإلزامية الجديدة للأداء الطاقي في أجهزة التكييف والمحركات الكهربائية

في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى ترشيد استهلاك الطاقة وتعزيز النجاعة الطاقية، احتضنت مدينة أكادير يوم الأربعاء 19 يونيو 2025، ورشة تحسيسية موسعة تم تخصيصها لتقديم وتفسير المعايير الإلزامية الجديدة المتعلقة بالأداء الطاقي الأدنى والملصقات الطاقية، التي تخص عددًا من الأجهزة الكهربائية، على رأسها أجهزة التكييف والثلاجات والمحركات الكهربائية.

🔹 تنظيم وشراكات

الورشة نُظمت من طرف وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية، بشراكة مع التعاون الألماني بالمغرب (GIZ)، واستهدفت الفاعلين الاقتصاديين من مستوردين ومصنّعين وموزعين، إلى جانب ممثلين عن هيئات مهنية وجمعوية تنشط في القطاع.

🔹 أهداف الورشة

ركز اللقاء على تقديم الإطار التنظيمي الجديد الذي دخل حيز التنفيذ بموجب القرارات الوزارية 1529.24 و1530.24 و2040.24، والتي تُلزم جميع الفاعلين باحترام الحد الأدنى من الأداء الطاقي (MEPS) في الأجهزة المذكورة، وإرفاقها بملصقات طاقية تُوضح للمستهلك درجة كفاءتها واستهلاكها.

وقد تم خلال الورشة:

  • شرح كيفية قراءة الملصقات الطاقية الجديدة التي أصبحت إلزامية.
  • توضيح المعايير التقنية التي يجب توفرها في الأجهزة لتُطرح في السوق.
  • عرض آثار تطبيق هذه المعايير على البيئة والاقتصاد الوطني.

🔹 خلفية الإصلاح

يرتكز هذا التوجه على التزامات المغرب الدولية في مجال المناخ، حيث يُعتبر خفض استهلاك الطاقة والانبعاثات من بين الأولويات الوطنية. وتمثل الأجهزة الكهربائية المنزلية والصناعية نسبة مهمة من استهلاك الطاقة على الصعيد الوطني، ما يستدعي تدخلاً تنظيمياً لضمان الفعالية الطاقية وتقليل الهدر.

في هذا السياق، تعتبر أجهزة التبريد والتكييف من أكثر الأجهزة استهلاكًا للطاقة داخل المباني، في حين تمثل المحركات الكهربائية العمود الفقري في معظم العمليات الصناعية، ما يجعل تحسين كفاءتها الطاقية ذا أثر مباشر على التكاليف والإنتاجية.

🔹 مضمون المعايير الجديدة

تُلزم القرارات الثلاثة الجديدة المصنعين والمستوردين بما يلي:

  • احترام حد أدنى من الأداء الطاقي حسب كل صنف من الأجهزة.
  • وضع ملصقات طاقية واضحة على المنتجات تُمكّن المستهلك من اتخاذ قرار مستنير.
  • إجراء اختبارات مطابقة قبل تسويق الأجهزة بالمغرب.
  • الالتزام بالمطابقة مع المواصفات المغربية المعتمدة من طرف المعهد المغربي للتقييس.

🔹 إشادات مهنية ودعوات للامتثال

وفي تصريحات إعلامية، أكد عدد من الحاضرين أهمية هذا اللقاء، مؤكدين أنه يُمكّن من فهم المقتضيات الجديدة وتفادي أية مخالفات مستقبلية. كما اعتبروا أن الورشة تسهم في تأهيل الفاعلين لمواكبة التحول الطاقي بالمغرب.

ومن جانبه، أوضح طارق سلامة، رئيس لجنة النجاعة الطاقية بالجمعية المغربية لمهنيي التبريد، أن الورشة تُعد فرصة عملية لتعزيز وعي المهنيين بالتحولات القانونية والتقنية الجارية، داعيًا إلى مزيد من الحملات التحسيسية لضمان انخراط جميع المعنيين.

🔹 آفاق مستقبلية

يُرتقب أن يتم لاحقًا توسيع نطاق هذه المعايير لتشمل أجهزة ومعدات إضافية، وذلك ضمن استراتيجية وطنية شاملة تهدف إلى خفض فاتورة الطاقة وتحقيق الاستدامة، لا سيما في ظل الارتفاع المتزايد للطلب على الكهرباء وتداعيات التغيرات المناخية.


خلاصة:
الورشة التحسيسية التي نُظمت بأكادير تمثل محطة أساسية في تنزيل التشريعات الجديدة المتعلقة بالأداء الطاقي، وتؤكد التزام المغرب بمسار التحول الطاقي، عبر إشراك الفاعلين الاقتصاديين وتمكينهم من أدوات ومعلومات دقيقة تساعدهم على الامتثال للمعايير الدولية وتعزيز تنافسيتهم في السوق.


Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button