هل يطرق المغرب أبواب “البريكس” بهدوء؟ حضور لافت واهتمام متزايد من الكتلة الاقتصادية العالمية

الرباط – مراسلنا
في تطور يعكس تغيرًا في موازين القوى الاقتصادية والدبلوماسية، شارك بنك التنمية الجديد، الذراع المالية لمجموعة بريكس، لأول مرة في فعالية رسمية بالمغرب، رغم أن المملكة ليست عضوًا بعد في هذه المجموعة التي تضم قوى اقتصادية ناشئة مؤثرة مثل الصين، روسيا، الهند، البرازيل، وجنوب أفريقيا.
الحدث، الذي جرى على هامش ندوة حول الصفقات العمومية في الرباط، عرف حضور أناند كومار سريفاستافا، رئيس العمليات في البنك، والذي أكد في تصريحات لمنصة “الشرق بلومبرغ” أن هناك “رغبة حقيقية داخل المجموعة في انضمام المغرب”، مشيرًا إلى أن المملكة “تتوفر على مؤهلات قوية تجعلها شريكًا استراتيجيًا مثاليًا”.
المغرب… العضو المرتقب؟
رغم أن المغرب لم يتقدم حتى الآن بطلب رسمي للانضمام إلى البريكس، إلا أن المعطيات المتتالية تشير إلى أن الطريق بات ممهّدًا أمامه أكثر من غيره. ففي الوقت الذي عبّرت فيه الجزائر بشكل صريح عن رغبتها في الانضمام وتم رفض طلبها، يبقى المغرب، بصمته الدبلوماسي، أقرب إلى دوائر القرار داخل المجموعة.
ويرى مراقبون أن للمملكة المغربية عناصر قوة تجعلها مرشحة بقوة للانضمام، أبرزها:
- موقعها الجغرافي الاستراتيجي كجسر بين أوروبا وأفريقيا، وبوابة نحو الأطلسي والبحر المتوسط.
- نهضتها الصناعية في مجالات السيارات والطيران والطاقة المتجددة.
- دورها القيادي في غرب أفريقيا، خاصة من خلال استثماراتها البنكية والفلاحية والتجارية.
- سياستها المتوازنة بين القوى العالمية، ونجاحها في الحفاظ على علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب تعاونها مع الصين وروسيا والهند.
العقبات الجيوسياسية… هل تؤخر الالتحاق؟
رغم المؤشرات الإيجابية، يواجه انضمام المغرب المحتمل إلى “بريكس” بعض التحديات، أبرزها:
- مواقف بعض أعضاء البريكس من قضية الصحراء المغربية، خاصة مع التقارب بين الجزائر وبعض هذه الدول.
- الخلافات الداخلية داخل البريكس، كالتوتر بين الصين والهند أو التقاطب بين روسيا والدول الغربية، مما يصعّب توحيد المواقف داخل التكتل.
- غياب قرار سياسي مغربي رسمي بالتقدم بطلب الانضمام حتى الآن.
فرص قبل العضوية الرسمية
ورغم عدم العضوية، يمكن للمغرب الاستفادة من إمكانيات مالية هائلة يتيحها بنك التنمية الجديد، الذي ضخ أكثر من 39 مليار دولار في 122 مشروعًا حتى الآن في الدول الأعضاء. هذا الانفتاح على المغرب قد يمهّد الطريق لتعاون اقتصادي متقدم، وربما عضوية مستقبلية.
خلاصة
بينما تُغلق الأبواب أمام بعض الطامحين في الانضمام إلى “البريكس”، تفتح أمام المغرب دون ضجيج. موقف يعكس ليس فقط الثقل الجيوسياسي المتنامي للمملكة، بل أيضًا حكمة دبلوماسية تقرأ المشهد الدولي بتأنٍ.
فهل يكون المغرب العضو السادس الجديد في هذا النادي العالمي؟
الزمن وحده كفيل بالإجابة، لكن كل المؤشرات تُشير إلى أن الرباط تسير بخطى ثابتة نحو موقع جديد بين القوى الصاعدة.