ندوة بالرباط تناقش مشروع إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة: رفض واسع ومطالب بتصحيح المسار
الرباط – الاربعاء 23 يوليوز 2025
احتضن مقر المنظمة المغربية لحقوق الإنسان بالرباط ندوة وطنية حول موضوع: “مشروع إعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة المغربية: التداعيات والمآلات”. وقد نظمت الندوة من طرف النقابة الوطنية للصحافة المغربية بشراكة مع المركز المغاربي للدراسات والأبحاث في الإعلام والاتصال، وسط حضور نوعي ومتنوع شمل فاعلين مهنيين وحقوقيين ومدنيين.
📌 السياق العام: قانون يثير الجدل
جاء تنظيم الندوة في سياق تمرير مشروع القانون رقم 25.26، المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة، والذي فجّر موجة من الانتقادات داخل الوسط الإعلامي والحقوقي، بسبب ما اعتُبر مساسًا بجوهر تجربة التنظيم الذاتي للصحافيين، وتراجعًا عن المكتسبات المهنية والديمقراطية التي راكمها الجسم الإعلامي الوطني.
🎙️ مواقف متقاربة ونقد جماعي للمسار
عرفت الندوة مداخلات متقاطعة من تنظيمات مهنية ونقابات ومؤسسات إعلامية، ركزت في مجملها على:
- رفض مشروع القانون 25.26، باعتباره لا يعالج الأعطاب الهيكلية التي تواجه المجلس، بل يكرّس منطق التدبير الفوقي والتحكم السياسي.
- التأكيد على أن المجلس الوطني للصحافة انحرف عن مساره الديمقراطي، خاصة بعد تجميد انتخاباته، والتمديد المتكرر للجنة المؤقتة دون أفق واضح.
- تسجيل نقد ذاتي صريح لحالة التشرذم والاصطفاف داخل الجسم الصحافي، والتي ساهمت في إضعاف دور المجلس وتقويض تجربة التنظيم الذاتي.
🧭 مداخلة وازنة للجامعة الوطنية للصحافة
في مداخلة باسم الجامعة الوطنية للصحافة والإعلام والاتصال، تم التعبير بشكل صريح عن الرفض القاطع لمشروع القانون، والتأكيد على:
- أن المشروع يعمّق الأزمة ولا يعالجها، ويبعد الصحافيين عن آليات التسيير الديمقراطي للمؤسسة المهنية.
- التنويه بمواقف الجامعة السابقة، التي دقّت ناقوس الخطر في عدة محطات، وأصدرت مذكرات وبلاغات تنبّه فيها إلى انحراف تجربة المجلس.
- الإشادة بالدور المشرف للجامعة، سواء من خلال تنسيقاتها أو من خلال مبادراتها المستقلة الداعية إلى انتخابات نزيهة وشفافة.
🧩 خلاصات وتوصيات النقاش العام
اختُتمت الندوة بجملة من الخلاصات والتوصيات، أبرزها:
- الدعوة إلى صياغة ميثاق أخلاقي بين مختلف التنظيمات المهنية، لتجاوز الاصطفافات الفوضوية وتفادي تهريب النقاش المهني إلى ساحات التجاذب السياسي.
- التأكيد على تغليب مصلحة المهنة ووحدة الصف، والانكباب على مهام التأطير والتكوين وبناء وعي نقابي صلب.
- رفض كل محاولات الالتفاف على التنظيم الذاتي، والمطالبة بعودة الصحافيين إلى موقع القرار.
🧾 خاتمة
شكلت هذه الندوة لحظة قوية لتجديد المطالبة بـإصلاح حقيقي ومؤسساتي لمنظومة التنظيم الذاتي للصحافيين في المغرب، بعيدًا عن منطق التدبير المؤقت والقرارات الأحادية، في أفق بناء مشهد إعلامي مهني، ديمقراطي ومستقل.
