Uncategorized

من محبرة القلب… إلى راية الوطن الحبيب


بقلم: محمد بن عيسى بوزرود

منذ أن وعيتُ معنى أن أكون مغربيًا، وأنا أحمل في قلبي ثلاث ركائز لا تتزحزح: دين يربيني، وطن يحتويني، وملك يُوحّدني.

لم أكن يوماً من أولئك الذين يلبسون الوطنية في المناسبات ويخلعونها في أوقات المحن.
بل كنت – وما زلت – أراها حالة إيمان داخلي، تُترجم في حب التراب، واحترام المؤسسات، والدفاع عن الإنسان البسيط، والمساهمة في البناء، لا في التهجم والنقض.

حين أقول “أحب وطني”، فأنا لا أردد شعارًا، بل أُجسد علاقة دم وشرف وتاريخ وولاء.
أحب وطني لأنني ولدت في ترابه الغني بتراثه ، وكبرت بين أحيائه الشعبية، وتعلمت في كُتّابه كيف يُقرأ القرآن… وكيف يُعاش.

أحب وطني لأن فيه والدتي الطاهرة التي رحلت وهي تدعو لي بخير الدنيا والآخرة، وفيه إخوتي، وجيراني، وذكرياتي، وعنوان هويتي.

وأحب ملكي، لأنه ظل دومًا رمز وحدةٍ لا فرقة، وحكمةٍ لا مزايدة، ولأنني رأيت فيه قائدًا يُعانق اليتيم، ويُمسك يد الأرملة، ويقف إلى جانب شباب بلاده في كل مشروع حقيقي.

الملكية في وطني ليست نظام حكم فقط، بل نَفَس تاريخي، وسند اجتماعي، وضامن لاستقرار نادر في محيط مضطرب.

أما الدين… فهو الروح التي تحميني من السقوط، وتحميني من الغرور، وتحميني من نسيان من أكون.
هو ما تعلمته في الزاوية، وفي الحضرة، وفي سكون الفجر حين يُرفع الأذان، وفي حضن المشايخ الصالحين الذين ربّوني على أن حب الله لا يتناقض مع حب الوطن، بل يُتمّمه ويُزكيه.

في زمني، رأيت كثيرين يستعملون هذه القيم للمنفعة، أو التلميع، أو التسلق.
لكنني كنت مؤمنًا دائمًا أن أحب وطني، وأخدم ديني، وأخلص لملكي… دون أن أرفع صوتي في الزيف، أو أُصفّق في الخطأ.

لقد كتبت كثيرًا، وناضلت كثيرًا، ووقفت كثيرًا…
لكن أكثر ما أفخر به، هو أنني بقيت أمينًا لهذه الثلاثية: دينٌ يُهذبني، وطنٌ يُسكنني، وملكٌ يُوحدني.

ومن هذا المنطلق، أكتب كلماتي دائمًا… لا لأُعجب القارئ، بل لأُرضي ضميري، وأكون جنديًا من جنود الكلمة، يخدم الوطن من زاويته، بقلبه، ونيته، ووفائه.


Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button