مجتمعوطنيات

مقترح أمريكي يصنف “البوليساريو” منظمة إرهابية أمام الكونغرس: تحرك ثنائي الحزب يعيد رسم معادلات الأمن الإقليمي

تلقى الكونغرس الأمريكي، يوم الأربعاء 26 يونيو 2025، مقترح قانون رسميًا من النائب الجمهوري جو ويلسون والنائب الديمقراطي جيمي بانيتا، يهدف إلى تصنيف جبهة “البوليساريو” كمنظمة إرهابية أجنبية، في خطوة تعتبر غير مسبوقة على المستوى التشريعي الأمريكي تجاه هذا الكيان الانفصالي.

المبادرة التشريعية التي وُصفت بـ”الثنائية الحزبية”، تأتي في سياق تصاعد التحذيرات من علاقة الجبهة الانفصالية بإيران وحزب الله وروسيا، حيث صرّح النائب ويلسون على منصة “إكس” (تويتر سابقًا) بأن “البوليساريو ميليشيا ماركسية مدعومة من إيران، تُوفر لطهران موطئ قدم استراتيجي في شمال إفريقيا، وتهدد استقرار حليفنا التاريخي المغرب”.

وأشار ويلسون إلى أن المقترح يهدف إلى حماية المصالح الأمريكية والأمن الإقليمي، ويمثل اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام الولايات المتحدة بمواجهة التهديدات الإرهابية في جنوب المتوسط، في إشارة واضحة إلى الصحراء المغربية باعتبارها نقطة محورية في الاستقرار الإقليمي.

المقترح التشريعي الجديد ليس معزولًا عن السياق السياسي الأمريكي، إذ سبق للنائب ويلسون أن أعلن في ماي الماضي عزمه تقديم هذا المشروع، معتبراً أن جبهة البوليساريو باتت تشكل تهديدًا مباشراً لحلف شمال الأطلسي (الناتو) من خلال تحالفاتها المشبوهة مع كيانات مصنفة إرهابية.

ويستند المشروع إلى تقرير صادم أصدره مركز “أليسون” للأمن القومي بمؤسسة “إيريتاج” المحافظة، حمل عنوان “لماذا يجب على الولايات المتحدة مواجهة البوليساريو، وكيل الإرهاب؟”، وأعده روبرت غرينواي، وهو خبير استراتيجي بارز في شؤون الأمن القومي ومستشار سابق بالبيت الأبيض.

التقرير أكد أن البوليساريو تمثل اليوم أحد الأذرع غير النظامية التي يمكن استخدامها من قبل دول خصمة للولايات المتحدة مثل إيران وروسيا، لتعزيز نفوذها في مناطق حساسة مثل غرب إفريقيا والساحل، كما أشار إلى أن دعم الجزائر المستمر للجبهة يفاقم من حالة اللااستقرار في المنطقة.

التحرك داخل الكونغرس الأمريكي يُنظر إليه كتحول نوعي في الموقف من قضية الصحراء، خاصة وأنه يأتي في ظل دعم صريح ومتكرر لخطة الحكم الذاتي المغربية من قبل عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي وصفها بأنها “الحل الواقعي الوحيد” للنزاع.

ويعيد هذا المقترح فتح النقاش داخل الدوائر السياسية الأمريكية حول دور الجزائر في دعم كيانات غير نظامية، ومدى مسؤوليتها في تفريخ بؤر التوتر على حدود الجنوب الأوروبي، في وقت يتزايد فيه التركيز على تأمين الجهة الجنوبية لحلف الناتو، وهو ما أكد عليه ويلسون في إحدى تغريداته قائلاً: “الكرة الآن في ملعب واشنطن لمواجهة وكلاء الإرهاب على الجناح الجنوبي للحلف”.

في حال المصادقة على هذا المقترح، سيشكل ذلك سابقة قانونية ودبلوماسية تعزز موقف المغرب في المحافل الدولية، وتضع الجبهة الانفصالية على قائمة الخطر في أعين صانعي القرار الغربيين، ما قد ينعكس على مواقف عدد من الدول المترددة تجاه قضية الصحراء المغربية.

وفي انتظار التفاعلات الرسمية مع هذا المقترح داخل الكونغرس، يترقب المتابعون تطورات هذا الملف الحساس، الذي قد يشكل محطة فاصلة في مسار النزاع الإقليمي الذي عمر لعقود.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button