في أجواء إيمانية مفعمة بالسكينة والأنوار الربانية، احتضنت جماعة إغرم التابعة لإقليم تارودانت بجهة سوس ماسة، لقاءً روحانيًا متميزًا تخليدًا لذكرى العارف بالله القطب الرباني سيدي أحمد البودالي، قدّس الله سره، وذلك بتنظيم وإشراف مباشر من مدير المدرسة القرآنية التي تحمل اسمه.
وقد تميز هذا الحدث الروحي بحضور مجموعة من كبار مشايخ الطرق الصوفية ووجهائها، الذين لبّوا الدعوة بروح أخوية، في مقدمتهم السيد مولاي محمد بن عيسى، مقدم الطريقة القادرية الرازقية بجهة سوس، ممثلاً عن شيخ الطريقة، حيث شارك على رأس وفد ضم شخصيات بارزة من أعيان الجهة وعدد من المريدين والمهتمين بالتصوف.
هذا اللقاء المبارك شكّل مناسبة لتعزيز أواصر الأخوة الروحية بين الزوايا، والتأكيد على وحدة الصف الروحي تحت راية المرجعية الدينية الجامعة للمملكة المغربية. كما كان فرصة لتجديد العهد على مواصلة نهج التربية الروحية، الذي يجمع بين محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، والوفاء لقيم التصوف الأصيل المستمدة من سلوك الأولياء والصالحين.
وفي تصريح خاص، عبّرت مشيخة الطريقة القادرية الرازقية عن اعتزازها الكبير بهذا التلاقي الروحي، معتبرة إياه دليلًا حيًا على عمق الروابط الصوفية المتجذرة في المجتمع المغربي، وأهمية هذه اللقاءات في صون التراث الروحي الوطني وتعزيز جسور التواصل بين مختلف الطرق والزوايا.
وقد ألقى مقدم الطريقة مداخلة وازنة حول تاريخ الزاوية القادرية الرازقية وأعلامها، مبرزًا دورها الريادي في التربية والسلوك، وخدمة الدين والوطن.
واختُتمت المناسبة بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وللوطن وأهله، سائلين المولى عز وجل أن يديم نعمة الأمن والاستقرار، ويبارك في أعمار مشايخ الطرق ويوفقهم لما فيه صلاح الأمة ورقيها.
