جهويات

مأساة جديدة بإحاحان: لسعة عقرب تنهي حياة طفلة وتعيد النقاش حول ضعف الخدمات الصحية القروية

شهدت جماعة إداوكازو بإقليم الصويرة حادثة مأساوية مؤلمة، حيث فارقت طفلة في الثانية من عمرها الحياة بعد تعرضها لسعة عقرب خلال الليل. وفقًا لمعطيات محلية، تم نقل الطفلة بسرعة إلى المركز الصحي بتمنار، ومن ثم تحويلها إلى المستشفى الإقليمي بالصويرة في محاولة يائسة لإنقاذ حياتها، لكن للأسف لم تتمكن من النجاة بسبب سرعة انتشار السم وتدهور حالتها الصحية.

هذه الحادثة المؤلمة أعادت إلى الواجهة ملف ضعف الخدمات الصحية القروية التي ما تزال تشكل مصدر قلق للسكان المحليين، خاصة في المناطق التي تعرف تكرار حوادث التسمم بسبب لسعات العقارب والزواحف السامة. فقد شهدت المنطقة في السنوات الأخيرة حوادث مماثلة، منها وفاة طفلة في دوار مصفور عام 2020 وطفل آخر في دوار تمسولت عام 2023، مما يؤكد استمرار هذا الخطر على حياة الأطفال والمواطنين عموماً.

مطالب السكان والفعاليات المدنية والجمعوية تتكرر سنويًا في سبيل تحسين المنظومة الصحية القروية، حيث يطالبون بتوفير الأمصال المضادة للسعات العقارب في المراكز الصحية، إلى جانب تسريع وتيرة التدخلات الطبية لحالات التسمم، خاصة مع ارتفاع الحالات خلال فصل الصيف الذي يزداد فيه نشاط العقارب والزواحف السامة.

في السياق ذاته، تشهد جماعات إحاحان هذه الأيام تنظيم دوري رياضي يضم فرقًا من مختلف المناطق، وذلك بمناسبة عيد الأضحى، في ملعب لا يتوفر على الحد الأدنى من التجهيزات الملائمة لممارسة كرة القدم. هذه الفعالية الرياضية الناجحة تبرز التناقض الواضح بين الاهتمام بالجانب الرياضي وتجاهل الاستثمارات الضرورية في القطاع الصحي، الذي يعاني من نقائص حادة تؤدي إلى خسائر بشرية مأساوية.

ويرى العديد من المهتمين أن الاستثمار في تعزيز البنية الصحية أمر حيوي وملح لحماية الأرواح بالمناطق القروية، وإيقاف مسلسل الخسائر التي تسببها الحوادث المتكررة، عبر تجهيز المراكز الصحية بالأمصال اللازمة وتوفير الطواقم الطبية المدربة والمعدات الضرورية للتدخل السريع.

تلك الحادثة المؤلمة تبقى صرخة استغاثة جديدة تدعو الجهات المختصة إلى الإسراع في اتخاذ إجراءات فعلية لتقوية خدمات الرعاية الصحية في الأرياف، حتى لا تتكرر مآسي فقدان الأرواح البريئة التي كانت من الممكن تجنبها لو توفرت الوسائل الطبية الضرورية.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button