فضيحة : تحقيق فرنسي يكشف تورط النظام الجزائري في عمليات استخباراتية سرية على الأراضي الفرنسية

في تحقيق صحفي مثير أثار ضجة في الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية، فجّرت صحيفة “Le Journal du Dimanche” مفاجأة من العيار الثقيل، بكشفها عن تورط النظام الجزائري، بقيادة الرئيس عبد المجيد تبون، في أنشطة استخباراتية سرية وغير قانونية داخل فرنسا.
ووفقاً لما نشرته الصحيفة، فإن هذه العمليات استهدفت معارضين سياسيين بارزين من الجالية الجزائرية المقيمة في أوروبا، وخاصة في فرنسا، من خلال مراقبة تحركاتهم، التنصت عليهم، واختراق محيطهم الاجتماعي والمهني.
“تصدير البوليس السياسي إلى أوروبا”
التحقيق وصف ما يحدث بأنه “تصدير لنهج البوليس السياسي الجزائري إلى أوروبا”، في إشارة إلى محاولات النظام الجزائري بسط قبضته الأمنية خارج حدوده، بما يعكس تضييق الخناق على حرية التعبير والمعارضة حتى في المنفى.
مصادر فرنسية مطلعة أكدت أن هذه الأنشطة تنتهك بشكل صريح السيادة الفرنسية والقوانين الأوروبية المتعلقة بالحريات العامة وحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية بدأت تحقيقاتها الخاصة لرصد وتفكيك هذه الشبكات.
ردود فعل غاضبة
التسريبات أثارت استياءً واسعاً في الأوساط السياسية الفرنسية، حيث دعا نواب وسياسيون إلى فتح تحقيق برلماني شامل، والتعامل بحزم مع أي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي الفرنسي، خصوصاً إذا كان يستهدف أفراداً يتمتعون بالحماية القانونية على التراب الفرنسي.
ماذا بعد؟
لم يصدر حتى الآن أي رد رسمي من السلطات الجزائرية، في حين يرجح مراقبون أن تؤدي هذه الفضيحة إلى توتر جديد في العلاقات بين باريس والجزائر، التي تمر أصلاً بحالة من المد والجزر في ظل قضايا الهجرة، والتاريخ الاستعماري، والتعاون الأمني.