مجتمعوطنيات

عندما تتكلم الصورة: حموشي ولفتيت في مشهد التلاحم الأمني المغربي

في لحظة عفوية لكنها بالغة الرمزية، التقطت عدسات الكاميرا مشهداً جمع بين عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، وعبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، وهما يتبادلان التحية في لقطة تختزل أكثر من مجرد تواصل شخصي بين مسؤولين. فقد تداولت الصورة على نطاق واسع وقرأها كثيرون باعتبارها تجسيداً واضحاً لتلاحم مؤسسات الدولة الأمنية والإدارية في المغرب، وهو التلاحم الذي يُعد أحد أسس استقرار المملكة.

الصورة، وإن بدت في ظاهرها عادية، إلا أنها تعكس انسجاماً عميقاً بين مؤسستين سياديتين تعملان بتنسيق يومي من أجل ضمان الأمن العام، وصون الاستقرار، والتفاعل الذكي مع التحديات المعقدة التي تحيط بالمغرب إقليمياً وداخلياً. وهي صورة تلخص عقلية الدولة في إدارة شؤونها الأمنية: عقلية تقوم على الشراكة، والتكامل، والتنسيق العميق، وليس على التداخل أو تضارب المصالح والصلاحيات.

فالعلاقة بين وزارة الداخلية والمديرية العامة للأمن الوطني، كما تعكسها هذه الصورة، ليست علاقة هرمية أو شكلية، بل شراكة فعالة تُبنى على الثقة المتبادلة وتوحيد الجهود. في ظل الظروف الإقليمية الدقيقة، والتحديات الأمنية المستمرة، فإن المغرب يرسل من خلال هذه اللحظة المصورة رسالة هادئة لكنها قوية مفادها أن الأمن الوطني ليس مجرد أجهزة، بل هو رؤية دولة، ومؤسسات تشتغل بانسجام، ورجال يتحركون بمنطق الخدمة والمسؤولية لا بمنطق الظهور أو الانفراد.

الصورة أيضًا تُطمئن المواطن، وتبرز أن التنسيق بين مختلف مكونات السلطة ليس لحظة عابرة بل ممارسة مؤسسية يومية، وأن كواليس العمل الأمني تُدار بعقلانية وانسجام، وهو ما يُعزز ثقة الرأي العام في مؤسساته. كما تبعث برسالة للمتربصين مفادها أن المغرب يُدار بكفاءة مهنية رفيعة المستوى، يتقاسم فيها المسؤولون السياديون نفس الرؤية ونفس الالتزام.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button