عبد الحق أرخاوي: “دينامية جديدة في سوس ماسة لتنشيط ودعم الصناعة التقليدية”

عقدت غرفة الصناعة التقليدية لجهة سوس ماسة، يوم الإثنين 30 يونيو 2025، دورتها العادية الثانية برسم السنة الجارية في أجواء إيجابية ومفعمة بالتفاعل الجاد والمسؤول من طرف أعضاء الغرفة والشركاء المؤسساتيين. وشهدت الدورة مناقشة مستفيضة ومصادقة على عدد من الاتفاقيات والمشاريع التنموية الرامية إلى تأهيل الفضاءات الحرفية وتوسيع نطاق الدعم الموجه للحرفيين والصناع التقليديين في مختلف مناطق الجهة.
وفي تصريح خاص لموقع “أكادير 24″، أوضح عبد الحق أرخاوي، رئيس غرفة الصناعة التقليدية بسوس ماسة، أن هذه الدورة تميزت بعرض ومناقشة مجموعة من اتفاقيات الشراكة التي تشمل جماعات قروية تنتمي إلى أقاليم طاطا وتارودانت وتيزنيت. وقال أرخاوي إن هذه الاتفاقيات تأتي في إطار الدينامية الجديدة التي تشهدها الجهة عبر تنفيذ مضامين الاتفاقيات الموقعة مع كتابات الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، مشيرًا إلى أهمية إضفاء طابع تقليدي مميز على هذه الفضاءات وتنشيطها بما يتلاءم مع خصوصية المناطق القروية. وأضاف: “هناك دينامية جديدة تشهدها الجهة من خلال تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع كتابات الدولة، وذلك بهدف بث روح جديدة في هذه الفضاءات الحرفية، وتجهيزها لتكون بيئة حقيقية للإبداع والإنتاج. وقد اتفقنا، بالتنسيق مع المديرية الجهوية والجماعات الترابية، على أن تتوفر هذه الفضاءات على امتيازات ملموسة يستفيد منها الصناع التقليديون بشكل فعّال.”
شهدت الدورة تقديم عرض قيم من مؤسسة بريد بنك، حيث تم التركيز على بطاقة الصانع المهنية التي سيتم إصدارها قريبًا بشراكة مع وزارة الصناعة التقليدية والغرف الجهوية المختصة. وأكد عبد الحق أرخاوي أن هذه البطاقة تمثل أداة تمكين جديدة للحرفيين، إذ ستتيح لهم الاستفادة من تسهيلات مالية وبنكية مهمة، إلى جانب دعم لوجستي في شحن وتسويق منتجاتهم، كما ستفتح لهم أبواب الوصول إلى برامج الدعم الرسمي المعتمدة. واعتبر أرخاوي أن البطاقة تمثل نقلة نوعية في إدماج الحرفيين في الاقتصاد الرسمي وتعزيز قدراتهم المهنية والاجتماعية، وهو ما سيساهم في رفع مستوى الإنتاجية وتحسين وضعية العاملين في القطاع.
وعلى هامش هذه المستجدات، كشفت الغرفة عن برنامج قافلة تواصلية شاملة ستقوم بجولات ميدانية في مختلف جماعات الجهة، وذلك بهدف التعريف بالمستجدات والتسهيلات الجديدة المتاحة أمام الحرفيين، وتحفيزهم على الانخراط الفعّال في هذه الدينامية التنموية. وأوضح أرخاوي: “لقد قمنا بتسطير برنامج تواصلي يشمل كافة الجماعات بالجهة، من أجل التواصل المباشر مع الحرفيين وتعريفهم بكل المستجدات والإجراءات الجديدة التي تهمهم. الهدف هو إشراكهم في هذا المسار التنموي بشكل حقيقي.”
وتم خلال الدورة المصادقة على عدد من المشاريع التنموية التي تهم تجهيز وتأهيل الفضاءات الحرفية الحيوية بالجهة، ومنها اتفاقية تجهيز وتأهيل دار الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بأكادير، واتفاقية شراكة لإحداث حي حرفي بجماعة أكلي في إقليم تارودانت، بالإضافة إلى إنشاء منطقة الحرف والخدمات بجماعة أربعاء الساحل، وتجهيز دار الاقتصاد الاجتماعي “الحاج محمد بوركوز” بجماعة تيزنيت، وتأهيل سوق الصناعة التقليدية بجماعة تافراوت، إلى جانب اتفاقيات تنشيط مماثلة تخص جماعات سيدي بوعبدلي والمهادي في أقاليم تيزنيت وتارودانت. تعكس هذه المشاريع التزام الغرفة وشركائها بتوفير بنية تحتية مستدامة وبيئة محفزة للحرفيين والصناع التقليديين، وتعزيز دورهم كرافعة أساسية في التنمية الاقتصادية المحلية.
وشدد المشاركون في الدورة على أهمية التنسيق المستمر بين الغرفة وكتابات الدولة والجماعات الترابية والمؤسسات البنكية لتوحيد الجهود وضمان فعالية تنفيذ هذه المشاريع التي تمثل ركيزة أساسية لتعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالجهة. وأكدوا أن هذه الدورة تعد محطة مفصلية نحو ترسيخ الصناعة التقليدية كقطاع مشغل وقوي قادراً على دعم التنمية المستدامة وتوفير فرص الشغل، لا سيما في المناطق القروية التي تعد معقلًا للتراث والحرف التقليدية.
واختُتمت أشغال الدورة بنقاش مسؤول جسد التزام جميع الفاعلين بالمضي قدمًا في تنزيل رؤية تنموية شاملة تدعم الحرفيين وتدفع بالقطاع نحو أفق أكثر إشراقًا في جهة سوس ماسة، مع التأكيد على أن المشاريع التي تم إقرارها ستسهم بشكل مباشر في تحسين ظروف العمل، وتوفير الدعم المالي واللوجستي، وتمكين الصناع التقليديين من الاستفادة من حقوقهم وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة.