جهويات

عامل الإقليم : محمد سالم الصبتي يستعرض تحديات وآفاق التنمية في “الخزان الفلاحي” للمغرب

30 يونيو 2025

في إطار زيارته الميدانية لجماعة أيت اعميرة، استقبل عامل إقليم اشتوكة أيت باها، السيد محمد سالم الصبتي، المجلس الجماعي للاطلاع على واقع التنمية والتحديات التي تواجه مخططات العمل التنموي في هذه الجماعة ذات الكثافة السكانية العالية، والتي تتجاوز 113 ألف نسمة.

تتمتع جماعة أيت اعميرة بمؤهلات اقتصادية قوية بفضل نشاطها الفلاحي الحيوي على مستوى الإنتاج والتصدير، مما جعلها تُعرف بـ”الخزان الفلاحي” للمغرب، وموردًا أساسيًا للأسواق الجهوية والوطنية. هذه الدينامية ساهمت في تدفق هجرات متعددة إلى المنطقة بحثًا عن فرص عمل وحياة كريمة، وهو ما فرض ضغطًا كبيرًا على البنيات التحتية والمرافق الاجتماعية، ليخلق تحديات متعددة أمام المسؤولين المحليين.

اللقاء التواصلي الذي جمع عامل الإقليم بالمجلس الجماعي تميز بمناقشات معمقة حول المنجزات التنموية، حيث تم استعراض مشاريع مهمة في مجالات البنية التحتية، الربط الكهربائي، الماء الصالح للشرب، تدبير النفايات، وتعزيز البنيات الرياضية المحلية.

كما تطرّق اللقاء إلى المشاريع المستقبلية، أبرزها مشروع التطهير السائل الذي تتجاوز تكلفته 183 مليون درهم، إضافة إلى مشاريع التأهيل الحضري، وتعزيز شبكات الماء الصالح للشرب، وتحديث أسطول تدبير النفايات، وإنشاء ملاعب للقرب.

ومع ذلك، تبقى الجماعة تواجه عدة إكراهات، أبرزها الضغط المتزايد على المرافق الأساسية، عجز في تحمل تكاليف الماء الصالح للشرب، تزايد الطلب على خدمات النظافة، وصعوبات في مجال السكن والتعمير، خصوصًا بسبب طبيعة العقار الذي يتضمن أراضٍ سلالية وفلاحية تُعتبر من أبرز المعوقات أمام التنمية.

كما تم تسليط الضوء على التحديات البيئية، حيث تشهد المنطقة استنزافًا في الموارد الطبيعية والمائية، إضافة إلى تدهور منظومة تدبير النفايات المنزلية والفلاحية.

وأشار السيد الصبتي إلى أهمية تبني مقاربة جديدة لمعالجة ظاهرة الهجرة وتأثيرها على التوازن الديموغرافي، مؤكداً ضرورة مرافقة هذا التطور بمشاريع مهيكلة تعزز الولوج إلى البنيات الأساسية والخدمات الاجتماعية، خاصة في ميادين التعليم والصحة، بهدف التخفيف من الأعباء التي تثقل كاهل المنظومة الاجتماعية.

واختتم اللقاء بالتأكيد على أن جماعة أيت اعميرة تحتاج إلى تعبئة جهود الجميع، من مسؤولين ومجتمع مدني، مع توظيف الذكاء الجماعي والاعتماد على العنصر البشري، إضافة إلى استقطاب استثمارات عمومية وبرامج قطاعية فعالة، من أجل تجاوز الوضعيات المعقدة وإعادة الأمل إلى سكان هذه الجماعة الحيوية.

محمد أمين بلكو

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button