
في تطور أمني خطير هزّ مدينة مليلية المحتلة، تمكنت السلطات الإسبانية من توقيف مشتبه به في واحدة من أبشع الجرائم الإلكترونية، بعد تحقيقات معمقة كشفت تورطه في حيازة وتوزيع مواد إباحية تضم ضحايا من الأطفال المغاربة.
وجاءت هذه العملية، التي أُطلق عليها اسم “وامي-سالفيا”، نتيجة تتبع رقمي لمقاطع فيديو صادمة تُوثق اعتداءات جنسية على قاصرين مغاربة، نُشرت على منصة تواصل اجتماعي شهيرة، ما ساعد المحققين في تتبع الأثار التقنية وتحديد هوية المشتبه فيه بدقة.
وأظهرت التحقيقات أن الشبكة الإجرامية تتجاوز الحدود الجغرافية، حيث تستهدف القاصرين من مناطق مليلية وسبتة، وتستخدم وسطاء لإغرائهم عبر تقديم الأموال أو المخدرات، إضافة إلى وعود كاذبة بتسوية أوضاعهم القانونية، قبل أن تُنقل الضحايا إلى دول آسيوية وأوروبية عبر وثائق مزورة، حيث يُجبرون على تصوير محتويات تُباع بأسعار مرتفعة في الأسواق السوداء الرقمية.
وبتنسيق أمني محكم، داهمت فرق الشرطة منزل المشتبه فيه، وحجزت مجموعة من الأجهزة الإلكترونية التي تخضع حالياً للفحص والتحليل الفني.
وتشير المعطيات الأولية إلى وجود ارتباطات محتملة بين هذه الشبكة ومنظمات إجرامية أكبر، تختبئ وراء واجهات سياحية، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تعقيداً وخطورة في مجال الاتجار بالبشر واستغلال القاصرين على نطاق دولي.