Uncategorized

“صحراويون من أجل السلام” تشارك في اجتماعات الاشتراكية الأممية بتركيا: بديل سياسي يتقدم بخطاب العقل والتعايش


في خطوة جديدة تعكس تحولات لافتة في المشهد السياسي المتعلق بقضية الصحراء، تستعد حركة “صحراويون من أجل السلام” للمشاركة كمراقب في اجتماعات الاشتراكية الأممية المرتقبة في تركيا. وتعد هذه المشاركة تطورًا نوعيًا في مسار الحركة التي تطرح نفسها كبديل مدني وسلمي لجبهة البوليساريو، وتتبنى خطابًا عقلانيًا يدعو إلى الحوار والتعايش، بعيدًا عن منطق الاصطفاف والتصعيد.

نحو واقع سياسي تعددي

منذ تأسيسها، سعت حركة “صحراويون من أجل السلام” إلى تقديم رؤية جديدة لحل النزاع في الصحراء، قائمة على الواقعية السياسية والانفتاح. وتؤكد في كل مناسبة دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي كحل جاد وعملي، يحفظ كرامة الصحراويين ويضمن استقرار المنطقة.

وتعتبر مشاركتها في هذا المحفل الدولي رسالة سياسية واضحة بأن الصحراويين ليسوا كتلة موحدة تخضع لتمثيل أحادي باسم البوليساريو، بل مجتمع متنوع تتعدد داخله الرؤى والمواقف، ويطمح الكثير من أبنائه إلى تجاوز سنوات الصراع والخطاب الإقصائي.

رسالة سلام إلى المجتمع الدولي

بحضورها في اجتماعات الاشتراكية الأممية، توجه الحركة رسالة قوية إلى المجتمع الدولي مفادها أن هناك أصواتًا صحراوية مستقلة تنادي بالسلام، وترفض احتكار التمثيل، وتسعى إلى مسار سياسي جديد يقوم على التعددية، والقبول بالحلول الواقعية والتوافقية.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمنح الشرعية الدولية لصوت آخر من داخل المجتمع الصحراوي، بعيدًا عن منطق الحصرية والجمود الذي ساد لسنوات. كما أنها تساهم في كسر الطوق الإعلامي والدبلوماسي الذي ظل مفروضًا على مكونات كثيرة من الصحراويين الراغبين في التعبير عن آرائهم خارج وصاية البوليساريو.

من المقاومة إلى البناء

تتميز حركة “صحراويون من أجل السلام” بتركيزها على إعادة بناء الثقة بين أبناء المنطقة، وطرح مبادرات للحوار مع مختلف الفاعلين، بما فيهم الدولة المغربية، في إطار سلمي وديمقراطي. وتسعى إلى الدفع بمسار العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، من خلال الاعتراف بالتعددية، والانفتاح على كل المكونات السياسية والاجتماعية.

كما تشدد الحركة على أن الاستقرار الإقليمي والتنمية المستدامة لن يتحققا إلا بتجاوز الخطابات المتطرفة والعودة إلى منطق التفاوض الذكي، الذي يراعي الواقع الجيوسياسي والحقوق التاريخية لجميع الأطراف.

ختاما:

إن مشاركة حركة “صحراويون من أجل السلام” في منتدى الاشتراكية الأممية بتركيا، ليست مجرد حضور رمزي، بل مؤشر على تصاعد دور تيارات جديدة داخل المجتمع الصحراوي تبحث عن السلام والتعايش، وتؤمن بأن المستقبل لا يُبنى بالشعارات المتجاوزة، بل بالعقل والتوافق والعمل المشترك.
وهكذا، يبدو أن صوتًا آخر بدأ يفرض نفسه على الساحة، عنوانه: السلام بدل الصراع، والتعددية بدل الاحتكار.


Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button