
في تحول لافت، تواصل أكادير ترسيخ مكانتها كقطب صناعي صاعد، بعدما كشف تقرير المركز الجهوي للاستثمار عن أرقام غير مسبوقة خلال سنة 2024، إذ بلغت قيمة الاستثمارات المصادق عليها 13 مليار درهم، موزعة على مشاريع واعدة، 39% منها في القطاع الصناعي، ما يعكس تغييرًا استراتيجيًا في ملامح الاقتصاد الجهوي.
وحسب التقرير، فإن هذه الاستثمارات من المنتظر أن تُحدث ما يزيد عن 9800 منصب شغل مباشر، مما يُعطي دفعة قوية للتشغيل المحلي ويؤكد نجاح خيار التنويع الاقتصادي.
القطاع الصناعي، الذي أصبح يحتل موقع الصدارة، لم يعد مجرد رهان مستقبلي، بل واقع تعززه مشاريع ملموسة في مناطق صناعية مهيكلة وجديدة، بدعم من برامج طموحة مثل برنامج التنمية الحضرية 2020-2024 والمخطط الجماعي، فضلاً عن محفزات تشمل العقار الصناعي ومنح التشغيل.
في السياق ذاته، تعرف المدينة توسعاً لوجستيكياً نوعياً، من خلال مشاريع استراتيجية أبرزها ميناء أكادير الجاف (Atlantic Hub)، والمنطقة اللوجستية بالقليعة، ما يعزز مكانة أكادير في التجارة الإقليمية والدولية، خاصة مع قرب إطلاق خط بحري يربط المدينة بداكار.
وخلال هذا الأسبوع، استقبلت أكادير وفدًا دنماركيًا يمثل ست شركات في الصناعات الغذائية والبيئية، في خطوة تعكس ثقة متزايدة في البيئة الاستثمارية للمدينة.
وفي ظل هذه الدينامية المتسارعة، تُراهن الجهة على تسريع وتبسيط المساطر الإدارية وتحسين مناخ الأعمال، لضمان مسار سلس للمستثمرين المحليين والدوليين، مع إبقاء ورش التمويل والتراخيص ضمن أولويات الإصلاحات المقبلة.
أكادير تتحول من قطب فلاحي وسياحي إلى بوابة صناعية ولوجستيكية واعدة… فهل تكون التجربة نموذجاً لباقي الجهات؟