رصيف التلاميذ في خطر… تلاميذ الإدريسي بأكادير بين مطرقة السيارات وسندان الإهمال

في وقت كان من المفترض أن يكون الطريق إلى المدرسة آمناًومحمياً، وجد تلاميذ المؤسسة التعليمية الإدريسي بمدينة أكادير أنفسهم أمام اختبار يومي للبقاء على قيد الحياة. ما كان طريقاً للعلم والمعرفة تحوّل إلى كابوس مروري يهدد سلامتهم، بعد أن استُولي على الرصيف المخصص لهم، مُجبرين على مواجهة زحام السيارات وخطر حوادث السير.
جريمة في وضح النهار: الرصيف يختفي!
أمام بوابات المؤسسة التعليمية الإدريسي،لم تعد هناك مساحة آمنة للمشاة. الشركة المكلفة بتجهيز محطة سيارات الأجرة قامت بتوسيع نطاق عملها بشكل عشوائي، مستولية على كامل الرصيف المخصص لمرور التلاميذ والمارة. هذا التعدي لم يترك للطلاب، خاصة الصغار منهم، خياراً سوى النزول إلى الشارع العام، حيث يختلطون بسيارات الأجرة والحافلات والمركبات الخاصة في مشهد خطير يتكرر صباح كل يوم وظهره.
صراخ صامت: التلاميذ بين عجلات السيارات
“أخشى كل يوم أن أتلقى مكالمة مفجعة”،بهذه الكلمات عبر أحد الآباء عن قلقه العميق على ابنه الذي يضطر إلى المرور من هذا الموقع الخطير. مشاهد التلاميذ وهم يتنقلون مثل فرائس بين زحام المركبات أصبحت مألوفة. الخوف من وقوع حادثة سير “لا قدر الله” أصبح هاجساً يطارد الآباء والأمهات، يودعون أبناءهم كل صباح وقلوبهم معلقة بالخوف، وينتظرون عودتهم بفارغ الصبر.
غضب عارم: أولياء الأمور يطالبون بالتدخل العاجل
لم يعد الصبر ممكناً.أثار هذا الوضع الخطير حفيظة آباء وأمهات التلاميذ، الذين طالبوا بإلحاح إدارة المؤسسة والتعاون مع جمعية الآباء للتدخل العاجل لدى السلطات المحلية والمجلس البلدي لأكادير. مطالبهم واضحة ومباشرة: توفير الحماية اللازمة لأبنائهم وعموم المارة.
الحل المطروح: حواجز حديدية فورية
يرى أولياء الأمور أن الحل الأمثل والأسرع في الوقت الراهن يتمثل فيتركيب حواجز حديدية (Barrières de sécurité) تفصل بين مسار المركبات ومسار المشاة. هذه الحواجز من شأنها أن تخلق ممراً آمناً يضمن عدم تعدي السيارات على المشاة، ويحمي “فلذات الأكباد” من خطر الانزلاق العشوائي للمركبات أو دهسهم لا سمح الله.
نداء استغاثة إلى الجهات المعنية
إن ما يتعرض له تلاميذ الإدريسي هو انتهاك صارخ لحقهم الأساسي في السلامة الجسدية.نحن هنا أمام قضية أمنية وإنسانية في المقام الأول. لذلك، فإننا نناشد السلطات المحلية المختصة وعمالة أكادير والمجلس البلدي:
- التدخل الفوري لمراقبة الموقع وإلزام الشركة المتعدية بإرجاع الحق لأهله.
- تركيب حواجز حماية حديدية على طول الشارع المواجه للمؤسسة كإجراء عاجل.
- مراجعة تخطيط المنطقة بشكل شامل يضمن أولوية سلامة المشاة، خاصة أمام المؤسسات التعليمية.
- تفعيل الرقابة لمنع أي تعديات مستقبلية على أملاك الطريق العمومي.
خاتمة:
سلامة أطفالنا ليست رفاهية يمكن المساومة عليها،بل هي خط أحمر. كل يوم يمر دون حل لهذه المعاناة اليومية هو تقصير في حق براءة هؤلاء التلاميذ وحق عائلاتهم في الطمأنينة. آن الأوان لتحويل هذا الشارع من نفق من الخوف إلى طريق آمن للمعرفة، لأن حماية أطفالنا اليوم هي استثمار في مستقبلهم وغد المجتمع كله.




